الملك محمد السادس: لا مغرب بسرعتين والتنمية حق لجميع المواطنين

سمية مفكر

العدالة اليوم-سمية مفكر

في خطاب سامٍ ألقاه مساء الثلاثاء 29 يوليوز 2025 بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، وجّه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله رسائل قوية ومباشرة إلى الحكومة والمؤسسات، داعيًا إلى تجاوز الاختلالات المجالية والاقتصادية والاجتماعية التي تعمق الفجوة بين مناطق المغرب، ومشدداً على أن “المغرب لا يمكن أن يستمر بسرعتين”.

 

التنمية حق لجميع المغاربة:

أكد جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أن من حق كل مواطن مغربي، أينما كان موقعه، أن يستفيد من فرص العيش الكريم، بما في ذلك التعليم، الصحة، الشغل، والماء الصالح للشرب. واعتبر جلالته أن وجود مغرب بسرعتين، أحدهما متقدم يتمتع بالخدمات والبنيات، والآخر يعاني التهميش والخصاص، أمر غير مقبول ويقوّض أسس العدالة الاجتماعية.

ودعا جلالته الحكومة والفاعلين المحليين إلى التنزيل الفعلي لبرامج التنمية الجهوية، وتحقيق العدالة المجالية، معتبرا أن “التنمية لا يمكن أن تظل رهينة المركز”.

إصلاح انتخابي قبل نهاية السنة:

من أبرز ما تضمنه الخطاب الملكي السامي دعوة جلالته إلى الانطلاق في ورش الإصلاح الانتخابي قبل متم السنة الجارية، في إطار مقاربة تشاركية تضم الأحزاب والنقابات والمؤسسات المعنية. واعتبر جلالته نصره الله وأيده، أن هذا الإصلاح ينبغي أن يكون “بداية لمرحلة سياسية جديدة تتسم بالتجديد والثقة والمصداقية”.

 

مبادرة الحكم الذاتي: خيار جدي وواقعي:

جدّد صاحب الجلالة التأكيد على تمسك المملكة بـمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد واقعي لنزاع الصحراء المغربية، مشيدًا بتزايد عدد الدول التي عبرت عن دعمها الصريح لهذه المبادرة، وعلى رأسها المملكة المتحدة، إسبانيا، وألمانيا.

كما نوّه جلالته بمواقف دول إفريقية وعربية دعمت بشكل متزايد مغربية الصحراء، معتبرًا أن هذا الزخم يعكس ثقة متزايدة في جدية وواقعية المقترح المغربي.

انفتاح على الجزائر وتمسك بالحوار:

في الشأن الإقليمي، عبّر جلالة الملك عن استعداد المغرب لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر، على أساس الاحترام المتبادل والحوار الصريح، مؤكداً أن المغرب لن يكون سببًا في استمرار القطيعة، وأنه سيظل دائمًا منفتحًا على كل مبادرة تعيد الأمل في مستقبل مغاربي موحد.

 

إشادة برجال الأمن والدفاع:

لم يفوّت جلالته أعزه الله، الفرصة دون الإشادة بجهود القوات المسلحة الملكية والأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية، مؤكداً أنهم صمام أمان الوطن، في مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية، داخليًا وخارجيًا.

جاء خطاب عيد العرش 2025 حاملاً لرؤية استراتيجية عميقة، لا تقتصر على تشخيص الأعطاب، بل تتجه نحو معالجة جذرية للاختلالات التنموية والمؤسساتية. وهي دعوة صريحة إلى الانكباب الجدي على تقليص الفوارق المجالية، وتكريس العدالة الاقتصادية والاجتماعية

وبينما يضع الخطاب سقفًا جديدًا لطموحات الدولة، فإن مسؤولية التنزيل أصبحت اليوم في ملعب المؤسسات التنفيذية والمنتخبة، لضمان أن يبقى المواطن المغربي في صلب السياسات العمومية، لا على هامشها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.