بعد أنُجح فريق الإطفاء في السيطرة على أكبر حريق صيفي في فرنسا بمنطقة أود، شرعت فرق الإنقاذ وفرق الدفاع المدني في توسيع المسارات الوعرة التي كانت تستخدم سابقًا للمشي، بهدف تسهيل وصول سيارات الإطفاء إلى المناطق المتضررة. حيث قام الجرَّار بحفر مسارات جديدة، تاركًا خلفه ترابًا وصخورًا وأثارًا من النبات المحترق، وذلك لتسهيل عمليات الإطفاء والتدخل في حال وقوع حوادث جديدة.
وفي حديثه، أوضح الرائد سيدريك، قائد وحدة الدعم في فوج التدريب والتدخل الرابع للدفاع المدني بمدينة ليبورن (جيروند)، أن استخدام الآليات ذات الجنازير يتيح لهم تسريع عملية توسيع الطرق الضيقة التي تسمح لسيارات الإطفاء بالوصول إلى عمق الأراضي المحروقة. وأضاف أن هذا الإجراء يأتي بعد أن تمكنت فرق الإنقاذ من السيطرة على الحريق، الذي غطى مساحة تصل إلى 13 ألف هكتار، موضحًا أن إنشاء مسارات جديدة يساعد على تأمين أماكن محتملة لاندلاع حرائق أخرى.
وتعمل القوات العسكرية وقوات الإطفاء على مدار الساعة، باستخدام المياه وإجراءات الحماية، لضمان عدم عودة النيران مرة أخرى، خاصة في ظل تنبيه ميتي فرنس إلى درجات حرارة عالية وتحذيرات من موجة حر قد تؤدي إلى تجدد الحريق. وفي الأسابيع القادمة، يخطط الفريق لإتمام إجراءات التهيئة وتحسين الطرق، إذ يكشف الرائد سيدريك أن العمل يتطلب تنظيفًا دقيقًا للأرض من الصخور والجذور والأحجار الكبيرة، لإتاحة مرور الشاحنات وأسطول المياه بسرعة وسهولة.
وعلى الرغم من أن السيطرة على الحريق تعتبر خطوة مهمة، إلا أن المسؤولين أكدوا أن المهمة لم تنته بعد، وأن العمل لا يزال متواصلًا بهدف إخماد جميع بؤر النار بالكامل، مع توقع استمرار حالة الطوارئ لعدة أيام قادمة. وأكدت هيلين ساندراني، رئيسة مجلس إقليم أود، أن هناك عزيمة قوية من فرق الإطفاء، معبرة عن ارتياحها بعد السيطرة على الحريق، لكنها حذرت من ضرورة اليقظة، خصوصًا مع توقع عودة الرياح الشمالية الغربية، التي قد تثير النيران من جديد.