جدل مستمر حول ميزة مشاركة الموقع الجغرافي الجديدة على “إنستغرام” وقلق المستخدمين من المخاطر الأمنية
بقلم الأستاذ محمد عيدني
بقلم الأستاذ محمد عيدني
أثار إضافة منصة “إنستغرام”، المملوكة لمجموعة “ميتا”، لميزة جديدة تسمح بمشاركة الموقع الجغرافي عبر خريطة “Friend Map”، جدلاً واسعًا بين المستخدمين، حيث أعرب العديد منهم عن مخاوفهم من أن تلك الخاصية قد تعرضهم لمخاطر أمنية وخصوصية، خاصة في ظل عدم وعيهم بفعالية تفعيلها أو إيقافها.
وتُعد “خريطة الأصدقاء” إحدى الميزات التي تم تصميمها لتعزيز التواصل بين الأصدقاء من خلال مشاركة أماكنهم المفضلة أو الأماكن التي يترددون عليها، على غرار خاصية مماثلة كانت موجودة في تطبيق “سنابتشات” منذ 2017. ولكن، سرعان ما اكتشف بعض المستخدمين أن مواقعهم تتعرض للمشاركة بدون علمهم، حيث خرجت منشورات على منصات التواصل تبرز مخاطر أن تظهر أماكن تواجدهم الخاصة، بما يشكل تهديدًا للأمن الشخصي.
وفي رد لتطمين المستخدمين، أكد آدم موسيري، الرئيس التنفيذي لـ”إنستغرام”، أن الميزة مفعلة بشكل افتراضي على أنها غير مفعّلة، وأنه يجب على المستخدمين تفعيلها يدويًا، مع إتاحتها لمشاركة الموقع مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء الذين يختارونهم بأنفسهم. وقال موسيري: “الموقع لن يتم مشاركته إلا إذا قرر المستخدم ذلك، وهو مُعطل بشكل افتراضي”.
وفي السياق ذاته، أوضحت “إنستغرام” أن هذه الخاصية تم إطلاقها بهدف تسهيل التواصل بين الأصدقاء، وتعزيز المشاركة في الأنشطة والأحداث المهمة، مع إمكانية إيقافها أو تعديل إعداداتها في أي وقت. إلا أن المخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات ازدادت بعد أسبوع من إصدار الميزة، خاصة بعد صدور حكم لجنة محلفين فيدرالية في سان فرانسيسكو، يؤكد استغلال شركة “ميتا” لبيانات صحية حساسة جمعتها تطبيقات تابعة لها، مثل “فلو”، بشكل يمكن أن يهدد خصوصية المستخدمين.
وتأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد الاتهامات الموجهة لـ”ميتا” باستهلاك البيانات الشخصية، حيث أكدت قضايا قانونية أن الشركة تتعمد جمع وتحليل معلومات حساسة، لاستخدامها في استهداف إعلاني أكثر دقة وربحية. فهل ستؤدي هذه المخاوف إلى إعادة النظر في سياسة الخصوصية أو تعديل المزايا الجديدة على منصات التواصل الاجتماعي؟ يبقى الأمر قيد النقاش، وسط تطلعات المستخدمين لزيادة الشفافية وحماية بياناتهم الخاصة.