الذكاء الاصطناعي.. أداة جديدة بيد قراصنة يهددون بمليارات الدولارات

نورا ب

نورا ب

 

عرف مجال الذكاء الاصطناعي تطورا متسارعا غير مجموعة من القطاعات. إلا أنه في المقابل فتح للقراصنة أدوات جديدة لشن هجمات إلكترونية واسعة النطاق. إذ وبفضل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبح بالإمكان تنفيذ عمليات احتيال وسرقة بجهد أقل وخسائر أكبر للضحايا.

وفي هذا السياق يشير تقرير حديث أصدرته صحيفة “إيكونوميست” إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يسر مهام القراصنة وأزال حاجتهم لفرق متخصصة ومعدات باهظة الثمن. إذ وبعد ظهور أدوات مثل “شات جي بي تي chat jpt” في عام 2022. أصبح بإمكان القراصنة استخدام هذا الظام وهاته النماذج لإنشاء برمجيات خبيثة قادرة على اختراق أنظمة الحماية في وقت قياسي.

وفي هذا الشأن، أكديؤكد الباحث “فيتالي سيمونوفيتش” أن “شات جي بي تي” قادر على توليد أكواد ضارة بسهولة. وهو ما يجعل تهديد الاختراق أكثر سرعة وفعالية.

توسع نطاق الهجمات وتنوعها 

يستغل القراصنة الذكاء الاصطناعي، بشكل أساسي، لتوسيع نطاق هجماتهم. حيث يستخدمون نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) لتوليد كميات هائلة من المحتوى المزيف. حيث يتم جمع المعلومات من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لإنشاء رسائل بريد إلكتروني وصور إضافة لمقاطع فيديو مزورة. وهو ما يجعل عمليات الاحتيال أكثر إقناعا وصعوبة في الكشف.

ولم يقف الأمر عند حدود المحتوى المزيف، بل أصبح القراصنة يستخدمون الذكاء الاصطناعي لجعل البرمجيات الخبيثة أكثر خطورة. فعلى سبيل المثال، يمكن إرسال “ملفات PDF” عادية المظهر لكنها تحتوي على رموز خبيثة تستغل الذكاء الاصطناعي لاختراق الشبكات. كما حدث في هجمات على أنظمة دفاعية بأوكرانيا في يوليو الماضي.

خسائر مالية متزايدة وحلول دفاعية

تتزايد المخاوف من خطر هذه التهديدات، حيث كشفت الإحصائيات تورط الذكاء الاصطناعي في واحدة من كل ستة هجمات إلكترونية على البيانات، خلال العام الماضي.

وهكذا ووفقا لتقديرات أوردتها شركة “ديلويت”، فقد تصل الخسائر الناجمة عن الاحتيال باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى 40 مليار دولار، مع حلول عام 2027. فيما لم تتجاوز  عام 2023 حوالي 12 مليار دولار.

ولمواجهة هذا الخطر الداهم، ازداد الطلب على حلول “الأمن السيبراني” بشكل كبير. حيث استجابت شركات التكنولوجيا الكبرى لهذا التحدي من خلال تعزيز أذرعها السحابية. وفي هذا السياق فقد استحوذت “مايكروسوفت” على شركة “كولد نوكس” لحماية الهوية. فيما طورت جوجل منصة “بيغ سليب” منظومة للكشف عن الثغرات قبل أن يتم استغلالها.

خطوات تعكس إدراكا متزايدا لضرورة بناء دفاعات قوية لمواجهة التهديدات الجديدة التي يفرضها التطور السريع للذكاء الاصطناعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.