وجه المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة بصفرو، المنضوي تحت لواء “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل”. إنذارا عاجلا للمديرية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بصفرو. محذرا إياها مما تم تسجيله من تدهور خطير في جودة الوجبات الغذائية المقدمة للأطر الصحية، خلال نوبات الحراسة الليلية بالمستشفى الإقليمي. واصفا إياها بـ”الهزيلة والمهينة”. في انتهاك صارخ للالتزامات القانونية وحقوق العاملين. مطالبا الجهات ذات الصلة بفتح تحقيق عاجل ومسؤول في موضوع احترام مقتضيات دفتر التحملات المنظم للصفقة الخاصة بتدبير الوجبات الغذائية بالمستشفى.
وأوضح المكتب في بيان أصدره في الموضوع، أنه تلقى عدة شكايات من الأطر الصحية المكلفة بالحراسة في موضوع هاته الوجبات “الهزيلة والمهينة”، التي تقدم لهم خلال نوبات الحراسة الليلية. وفق صيغة البيان الصادر والذي تتوفر “الجريدى العربية” على نسخة منه.
وأضاف المكتب أنه اطلع على فداحة ما يقدم من خلال الشهادات والصور التي توصل بها. مبرزا أن الحالة تعكس إهمال إدارة المستشفى الإقليمي واستخفافها المطلق بالأطر الصحية. وضربها لحقها المشروع والقانوني في وجبات تضمن لها الحد الأدنى من التغذية السليمة.
وأفاد المكتب النقابي أنه قد وجه مراسلة رسمية في الموضوع للمندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية لإحاطته علما بالوقائع ودعوته لاتخاذ اللازم والمتعين.
ولم يستبعد البيان أن يشمل هذا التردي حتى الوجبات المقدمة للمرضى داخل المستشفى. وهو ما قد يؤثر سلبا على مسارهم العلاجي وتعافيهم.
وطالب المكتب الجهات المسؤولة بالتعامل مع هذا الملف بجدية قصوى. لارتباطه المباشر بالصحة العامة وجودة الخدمات الصحية. مؤكدا متابعته للملف عن كثب إلى حين الإعلان عن نتائج التحقيق. واتخاذ التدابير اللازمة الكفيلة بتصحيح الوضع وضمان ظروف عمل لائقة تحفظ كرامة الأطر الصحية. وذلك بما يمكنهم من أداء واجبهم المهني والإنساني في أحسن الظروف.
يأتي هذا التحذير في إطار الضمانات القانونية المنظمة لحقوق الموظفين الصحيين بالمغرب. حيث تنص المادة 27 من “القانون رقم 65.99″، المتعلق بمدونة الشغل. على وجوب توفير ظروف عمل لائقة ومناسبة للعاملين. كما يلزم “المرسوم رقم 2.04.510″، الخاص بشروط السلامة الصحية والنظافة داخل المؤسسات الصحية. الإدارة بتوفير وجبات غذائية تتوفر فيها الشروط الصحية والغذائية الكافية.
الوقائع الميدانية المعروضة من مستشفى “صفرو” تتعارض مع هاته الالتزامات. وهو ما كشفت عنه وعرته الشكايات والوثائق المقدمة من قبل الأطر الصحية. والتي سجلت أن الوجبات المقدمة “هزيلة ومهينة”، أي أنها غير متوازنة غذائيا ولا كافية للعاملين بنظام المناوبات الليلية، وفق إفادتهم. إضافة لانعدام “الجودة الصحية”، من جهة عدم توفر الحد الأدنى من الشروط الصحية في هاته الوجبات. معتبرة الأمر “استخفافا بالكرامة الإنسانية”، من جانب تجاهل شكاوى العاملين المتكررة حول نوعية الوجبات.
ممارسات تقف في تعارض مع المادة 27 من قانون الشغل المغربي: التي تشترط توفير ظروف عمل لائقة. إضافة للمرسوم “رقم 2.04.510”: المنظم لشروط السلامة الصحية في المؤسسات الصحية. فضلا عن دفتر التحملات الخاص بصفقات التغذية. الذي يلزم المتعهدين بتقديم وجبات تتوافق مع المعايير الصحية والغذائية.
وفي سياق متصل حذرت النقابة من أن هذا الإهمال قد يمتد ليشمل وجبات المرضى. وهو ما يشكل بالتالي خطرا على الصحة العامة للمرضى بتأثيرها السلبي على عملية التعافي. وهو ما ينعكس سلبا على جودة الخدمات الصحية المقدمة في المستشفى. وبالتالي سمعة المؤسسة الصحية إقليميا ووطنيا.
واقع يتطلب فتح تحقيق عاجل في هاته “الخروقات” المسجلة. مع مراجعة دفتر التحملات الخاص بصفقة التغذية. وبالتالي معاقبة المتسببين في هذا الإهمال. مع ضمان توفير وجبات لائقة للعاملين والمرضى. لأن “الاهتمام بتغذية الفريق الصحي ليس ترفا. بل استثمارا في جودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى”، وفق ما سبق أن صرح به”د. خالد ايت طالب”، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، السابق.
فالوقائع المعروضة من خلال هاته القضية ذات الصلة بالوجبات الهزيلة في المستشفى الإقليمي بصفرو ليست مجرد شكوى عابرة. بل قضية نظامية تمس جوهر الخدمة الصحية وجودتها. ومعركة ترتبط ارتباطا وثيقا بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين. وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا من الجهات ذات الصلة لمعالجتها قبل أن تتحول إلى أزمة ثقة بين الإدارة والعاملين والمرضى.