العدالة اليوم
“أنس الزوين”، حارس مرمى موهوب، من مواليد 11 مارس 2009 ب”هوارة أولاد رحو”، إقليم “جرسيف”. يتألق نجمه يوما لتوفره على مميزات تجعل منه كنزا ثمينا سيكون له مستقبل زاهر في سماء حراسة المرمى الوطنية.
بدأ نجم هاته الموهبة الصاعد مع نيله “شهادة التميز الرياضي لعام 2024″، تقديرا لأدائه التقني المتميز وسلوكه الانضباطي الرياضي. وهي عناصر كافية لنضج تجربة الموهبة وسمو عطائها داخل المستطيل الأخضر.
تم اكتشاف “أنس” وتكوينه الرياضي في إطار عمل “جمعية مواهب الرياضية بجرسيف”، كما انخرط رسميا ب”عصبة الشرق لكرة القدم”. وهو ما منحه أهلية رسمية للمشاركة في المنافسات الجهوية والوطنية.

شهادة التميز: اعتراف وطني
كان نيل “أنس” شهادة التميز عام 2024 الممنوحة للمواهب الشابة عنوان انطلاقة فعلية نحو التألق، رسمت له أفقا رياضيا خاصا. ينتظره مستقبل زاهر في فضاء كرة القدم المغربية بعد اكتشاف هاته التحفة الكروية من قبل “جمعية المواهب” التي تدعم هاته المبادرات وتعمل على تأطيرها وتوجيهها نحو التألق.
وما ينتظر هاته الموهبة هو تحويل خطاب “فوزي لقجع”، رئيس “الجامعة الملكية لكرة القدم” الذي قال، في وقت سابق: “الانخراط في العصب الجهوية هو صمام الأمان لتأهيل المواهب، وضمان ممارستها في بيئة مؤطرة قانونيا وتقنيا”.
تألق هاته الموهبة يجيب عن الاسئلة الكثيرة التي تم طرحها دوليا وقاريا عن أسباب تألق الكرة المغربية في جميع الفئات والأعمار وفي صنفي الذكور والإناث. لتقدم هاته الموهبة الجواب عن هاته الطفرة المحققة بفضل ملاعب القرب التي تم إنشاؤها بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الشباب والرياضة والصندوق التجهيز الجماعي. وأيضا مراكز التكوين وسياسة دعم البنيات التحتية الرياضية والتكوين القاعدي.
فنيل شهادة التميز في سن مبكرة يرفع من أسهم اللاعب في مساراته الرياضية ويجعله مطلبا للاندية المغربية. فيما يلعب الانخراط القانوني في العصبة دورا في جعل الموهبة مرشحة لولوج أكاديميات أو فرق وطنية. كما ان اكتشافها يعكس جودة التأطير القاعدي على صعيد الأقاليم.
ف”أنس الزوين” ليس مجرد موهبة، بل دليل على أن التكوين الرياضي عندما يقترن بالأخلاق والانخراط القانوني ينتج نجوما قادمين بثبات. خاصة إن كان محصل عليها بتفان وإخلاق وانضباط رياضي وأخلاق مثالية وإصرار على الوصول للأهداف المنشودة. وهي عناصر مسجلة لصناعة النجاح والتألق.

“أنس الزوين” حارس نابغ قادم بقوة خلال المستقبل القريب
أداء “أنس الزوين” علامة فارقة لصناعة النجاح الكروي بدعم من جمعيات رياضية وطنية جادة. فمنحه “شهادة التميز” دليل اقتناع وتقييم موضوعي من قبل مختصين في اكتشاف المواهب، وفق معايير تقنية وبدنية ونفسية محددة. وشهادة إعلان عن بروز تلك الموهبة الكروية المستعدة لترك بصمة على مسار النجوم الكبار الذي تركوا بصمات متميزة في حراسة عرين “اسود الأطلس” كالحارس “علال” و”بادو الزاكي” والقائمة طويلة. والمؤكد أنه سينال حظه في أندية كبرى وسيكون جوهرة في حالة أعطي حقه وتم انتقاله لدوريات اسمى وأقوى.
فهذا الإنجاز المتحقق يجعله تحت مجهر أعين الكشافين والأندية الوطنية الكبرى و”منتخب عصبة الشرق للناشئين”. وهي الخطوة التقليدية نحو تمثيل المنتخب الوطني لفئته العمرية. فالمطلوب من هاته الموهبة تأكيد صورته كلاعب جاد. وهو ما سيفتح له أبواب الرعايات المحلية لدعم مسيرته.
فالتميز هو الأساس، والموهبة الحقيقية تحتاج إلى من يكتشفها وينميها. و”أنس” وجد الدعم في جمعية مواهب الرياضية، وهذا هو الطريق الصحيح لصناعة الأبطال. كما ان الشهادات والأرقام الرسمية هي جواز سفر اللاعب إلى الاحتراف. إنها تثبت أنه ليس مجرد حلم، بل واقع قيد التصنيع. وفق ما سبق أن صرح به أسطورة حراسة المرمى المغربية، “بادو الزاكي”. فأهم لحظة في مسيرة اللاعب الشاب هي عندما ينتقل من اللعب العشوائي إلى الإطار المنظم. فهنا بالضبط يبدأ الاحتراف الحقيقي.
ف”أنس الزوين” هو نموذج اللاعب الناشئ الذي يسير بخطى ثابتة ضمن المسار الصحيح. والمستقبل في انتظاره ليضع بصمته في أضواء الملاعب الكبيرة. ونيله هاته الجائزة ليست ميدالية تعلق على الصدر. بل هي دليل موضوعي ووثيقة رياضية قانونية رياضية تعزز مكانته وتؤكد قوة حضوره كلاعب متكامل. مما يفتح له الأبواب على مصراعيها نحو الاحتراف والمستقبل الواعد. فهي أولا اعتراف مؤسساتي، لأنها تمنح من طرف جهات معترف بها، “أندية كبرى، جامعات رياضية، مراكز اكتشاف المواهب، أو جمعيات رياضية”. وهو ما يعني أن أداء “أنس الزوين” قد تم تقييمه من قبل خبراء ومحترفين. إذ لا يتم منحها على اساس مهارة التصدي فحسب بل تأخذ بعين الاعتبار عدة عناصر. ضمنها التطور التقني، أي إتقان مهارات الحراسة الأساسية والمتطورة. واللياقة البدنية، أي عناصر القوة، السرعة والمرونة. إضافة للذكاء التكتيكي، أي فهم اللعبة وقراءة الأوضاع مع الالتزام بالقيم الرياضية، الانتظام في التدريب والأخلاقيات.
تجدر الإشارة إلى ان “القانون رقم 30-09″ المتعلق بالتربية البدنية والرياضة ينص في مادته 28 وما يليها: على تشجيع الأندية والجامعات والجمعيات على اكتشاف وتشجيع المواهب الرياضية ومنحها الحوافز المعنوية والمادية. وهو ما يجعلها بالنسبة ل”أنس” تجسيدا عمليا لهذا التشجيع. وغالبا ما تكون أسماء وشعارات هذه الجوائز مسجلة قانونيا. وهو ما يمنحها مصداقية ويحميها من الانتحال. وهو ما يضفي قيمة حقيقية على تحقيق اللاعب لها.
ما يجب التأكيد عليه أن الحصول على شواهد وجوائز ليست نقطة النهاية. بل محطات للتزود بالوقود على طريق طويل من العمل والتفاني. كما أن التميز الحقيقي هو أن تكون أفضل بقليل كل يوم. هذا الإنجاز هو دليل على أن “أنس” يسير في الاتجاه الصحيح. إذ لا يوجد شيء مثل الإنجاز المبكر. إنه يضع معيارا لما هو متوقع من الموهبة. وهو ما يدفعها لمواصلة التحدي والتطوير، وفق ما صرح به “بيب غوارديولا”، مدرب نادي “مانشستر سيتي”. فالنجومية الحقيقية لا يتم الإعلان عنها بالضوضاء. بل بإنجازات صامتة تتراكم حتى يصبح بريقها لا يخفى على أحد.
فحصول “أنس الزوين” على “شهادة التميز لعام 2024” هو أكثر من مجرد خبر. إنه بيان رسمي بوصول موهبة من “جرسيف” إلى مرحلة جديدة من النضج والجاهزية. إنه الإطار القانوني والرياضي الذي يوثق لحظة تحوله من موهبة واعدة إلى نجم صاعد يطرق أبواب المستقبل بثقة، مدعوما بإنجاز ملموس واعتراف محترف.
تجدر الإشارة أيضا أن هاته الموهبة انطلقت من “هوارة أولاد رحو”. وهي جماعة قروية تابعة لعمالة إقليم “جرسيف”. وهو ما يؤكد على أن هذا التألق أتى نتيجة عمل شخصي متواصل وإصرار على ركوب التحدي والوصول لشاطئ النجاح بدعم من جمعية جادة تعنى باكتشاف وصقل هاته المواهب. علما أن حراسة المرمى ليست مجرد موهبة بالفطرة، بل مزيج بين القدرة البدنية والانضباط والتكوين الفني المستمر. فما يرجح كفة لاعب عن لاعب آخر على الرغم من حضور الموهبة هو الانضباط والعمل في مرحلة التكوين القاعدي. فانطلاقه من منطقة قروية يعتبر عنوانا للأمل المتجدد، اعتبارا لكون المنطقة تعاني من ضعف البنية التحتية الرياضية. وهو ما يستلزم دعم هاته الموهبة وتتبعها عبر التكوين المناسب لتؤتي ثمارها مستقبلا. كما أن قصة النجاح هاته تفرض على الجهات الرسمية الاستثمار الجدي في المرافق والتكوين الرياضي في المناطق القروية، ليصبح “أنس” نموذجا يحتذى به ويتابع باهتمام. تنزيلا لتعليمات جلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله. السامية التي تنص على أن “أفضل استثمار هو الاستثمار في الشباب، فهم مستقبل الأمة”.

ضرورة الاستثمار في المواهب الصاعدة وتطويرها
إيمانا بأهمية التكوين والصقل، تم إحداث “صندوق تمويل لتطوير المواهب الكروية”، عام 2024. وذلك من خلال شراكة بين “الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم” و”المكتب الشريف للفوسفاط”. وذلك بهدف تجهيز مراكز التكوين بإطار احترافي يضمن تكوينا مستداما. كما تم تفعيل مخطط “الجامعة الدولية لكرة القدم، FIFA” لتطوير المواهب بالمغرب. مع تأكيد “فوزي لقجع” على تلازمية وجود “مرافق–مواهب–كوادر مؤهلة” كركائز أساسية لهذا التطوير.

مقومات الانضباط والإصرار في مسيرة “الزوين”
لا يقتصر إصرار الزوين على التمرين اليومي فحسب، بل يتجلى في انضباطه التدريبي، أي الالتزام ببرامج تدريبية تتجاوز المتطلبات الأساسية. مع المواظبة على تطوير المهارات الأساسية، (التصدي، التمرير، الخروج). والمهارات العقلية، (التركيز، قراءة اللعبة، قيادة الخط الدفاعي). إضافة للانضباط الغذائي والنمط الحياتي، أي فهم أهمية التغذية السليمة والنوم الكافي لتعزيز الأداء البدني وسرعة الاستشفاء. وهي صفة نادرة في الكثير من اللاعبين الناشئين. فضلا عن الإصرار على التعلم، أي السعي الدائم للحصول على ملاحظات من المدربين. وتحليل أداء الحراس العالميين والتعلم من الأخطاء بدلا من الانكسار بسببها.
وفي هذا السياق قال النجم المغربي “بادو الزاكي”: “إن الموهبة تصنع اللاعب، لكن العمل الجاد والانضباط يصنعان النجم”. وإن “الإصرار هو الذي يحول العادي إلى غير عادي، والمستحيل إلى ممكن.”، وفق إفادة “هيرمان فان رومساي”، مدرب “نادي أتلتيكو مدريد” الأسبق. وإن “الروتين اليومي والانضباط هما أساس أي إنجاز عظيم. الفرق بين اللاعب الجيد واللاعب العظيم هو غالبا ما يكون في التفاصيل التي يلتزم بها خارج الملعب”، وفق تصريح المدرب “جوزيه مورينيو”.
