إنتشال جتتي طفلين مغربيين من شاطئ “سبتة” من ضحايا البحث عن الفردوس المفقود

العدالة اليوم

العدالة اليوم

 

قال “الحرس المدني الإسباني” إن عناصره انتشلت جثتي طفلين مغربيين غرقا بشاطئ المدينة. لترتفع بذلك حصيلة ضحايا الهجرة غير النظامية خلال هاته الفترة من العام الجاري ل26 قتيلا. وهو رقم مخيف ومقلق يفوق حصيلة العام الماضي بأكمله. في مؤشر مأساوي على تفاقم الأزمة.

ووفق ما أوردته التقارير الأمنية الإسبانية فإن الطفلين كانا يرتديان ملابس عادية، ودون أي معدات للسباحة. وهو ما يعزز فرضية محاولتهما عبور البحر بطريقة غير نظامية في ظروف بالغة الخطورة.

وقد تم نقل جثة نقل جثة الضحيتين للمستشفى من أجل إخضاعهما للتشريح الطبي لتحديد الظروف الفعلية للوفاة وأعمارهما بدقة.

مأساة تنضاف لسلسلة المآسي الدامية التي عصفت وقعت على فصولها الذرامية. رياح الهجرة وركوب الموت من أجل النجاة الاقتصادي. في رحلة ركوب المجهول وهو ما يعمق فصول النزيق الذي لا يتوقف.

وفي سياق متصل تعاني مراكز استقبال المهاجرين من أزمات خانقة. حيث يعاني “مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين (CETI)” من اكتظاظ حاد. إذ يستقبل نحو 800 شخصا فيما لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 512. فيما تحول “قسم رعاية القاصرين” لفضاء مكتظ بالنزلاء. حيث يستضيف حوالي 500 طفلا. فيما طاقته الاستيعابية لا تتعدى 132.

وضع دفع السلطات الإسبانية لاتخاذ إجراءات ترقيعية. ضمنها نصب خيام وتحويل فضاءات قاعات لمراكز إيواء مؤقتة. إلا أن هاته الحلول ترقيعية لا تحل المشكلة ولا تحد من عمق المأساة. وذلك في ظل استمرار الضغط المتزايد باستمرار على هاته المراكز. وهو ما يحولها لنقطة ساخنة عاكسة بالتالي حجم التحديات الإنسانية والأمنية على حدود أوروبا الجنوبية.

أرقام تعكس حجم المعاناة والمأساة الصادمة ذات الصلة بالهجرة والتي لا تتوقف بل تستمر بحدة. بل والأخطر من كل ذلك أن شبابا وأطفالا يافعين يشكلون حطب أزمات بلادهم. يلجأون لهاته الرحلات المميثة طعما للوصول لفردوس متخيل جنة لكنه يتجول إلى ذراما متحركة عبر قوارب أو سباحة. فيما تبقى مراكز الإيواء والاستقبال كانتونات إنسانية تتوسد على أزمات إنسانية تفضح زيف الشعارات حول الإنسية. عاكسة فشل السياسات المحلية والأوروبية في إدارة ملف الهجرة بما يحفظ الكرامة ويحمي الأرواح.

فهل ستكون هاته الأرواح والمعاناة الجديدة نقطة تفجر أسئلة حول هذه المآسي المتجددة؟ منبهة بالتالي الضمير الإنساني لعمقها، إن كان هذا الضمير لا يزال حيا. عبر إجراء مراجعة جذرية للسياسات المتبعة؟ أم ستبقى “سبتة” ومثلها من المناطق الحدودية مسرحاً لمزيد من هاته المعاناة الإنسانية التي تدفع ثمنها الأرواح البريئة؟ أسئلة تبقى معلقة وتنتظر الجواب بعيدا عن المزايدات السياسية والخطابات الشعبوية التي تتاجر بآلام البراءة في واقع يتحول شيئا فشيئا نحو مزيد من الاستعباد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.