تلبية مطالب التراجع عن إقصاء “زياش” و”بوفال” رفع للظلم عن المنتخب المغربي والجماهير

بدر شاشا

بدر شاشا

 

عندما نتحدث عن المنتخب الوطني المغربي، فإننا نتحدث عن رمز يختزل أحلام الملايين ويجمع المغاربة على قلب واحد. وعندما نرى أسماء كبيرة مثل “حكيم زياش” و”سفيان بوفال” خارج لائحة “كأس إفريقيا” أو “كأس العالم”، فإننا أمام سؤال كبير يطرح نفسه بقوة. هل نحن في مرحلة بناء منتخب تنافسي أم في مرحلة إقصاء الركائز التي صنعت المجد وأعادت الثقة للجماهير؟.

“زياش” ليس مجرد لاعب عادي يمكن تعويضه بسهولة، بل هو عقل مفكر في وسط الميدان، لاعب يملك القدرة على صناعة الفارق بتمريرة واحدة أو تسديدة حاسمة. تاريخه مع المنتخب مليئ بالعطاء، حتى في أصعب اللحظات. فحضوره يكفي لرفع معنويات المنتخب والجماهير على حد سواء.

اشتراط عودته باستعادة “اللياقة” أو إيجاد فريق يلعب له بانتظام هو أمر يمكن تفهمه على المستوى الفني. لكنه يتعارض مع قيمة اللاعب المعنوية ومكانته الرمزية داخل المنتخب. حيث أن هناك لاعبين في العالم لعبوا بطولات كبرى وهم خارج المنافسة مع أنديتهم لكن منتخباتهم احتضنتهم لأنهم كانوا ركيزة لا يمكن التخلي عنها.

أما “سفيان بوفال” فهو نكهة الكرة المغربية في صورتها الأجمل. اللاعب الذي يعشق المراوغة والفرجة وصناعة المتعة للجماهير.

“بوفال” يعد أحد مفاتيح الانتصارات التاريخية في كأس العالم الأخيرة، وحضوره في الملعب كان يخلق الرعب في دفاع الخصوم. وبالتالي فإن إقصاءه بدعوى نقص الجاهزية أو كثرة الإصابات قد يكون قرارا إداريا أو فنيا صائب. إلا أنه قرار يحرم المنتخب من عنصر الإبداع الذي يصنع الفارق في لحظة حاسمة.

الجماهير المغربية اليوم لم تعد تقبل أن ترى أسماء بحجم “زياش” و”بوفال” خارج المنافسة، خاصة وأنهما لا زالا قادرين على العطاء.

كرة القدم ليست مجرد أرقام ولياقة بدنية، بل هي أيضاً روح، خبرة وشخصية قادرة على توجيه المجموعة وقيادتها نحو تحقيق الإنجاز. والمنتخب الوطني يحتاج إلى التوازن بين ضخ دماء جديدة والحفاظ على ركائز الخبرة. لأن البطولات الكبرى تحتاج إلى من يعرف كيف يلعب تحت الضغط ويصنع اللحظة التاريخية.

إن المنتخب بدون “زياش” و”بوفال” يبدو وكأنه فقد جزءا من هويته الهجومية وجرأته الإبداعية. هذه ليست دعوة إلى تجاهل اللاعبين الجدد أو منح الفرصة للشباب، بل هي صرخة لعدم الاستغناء عن رموز أعطت الكثير ورفعت راية المغرب في المحافل الدولية.

فعلى “وليد الركراكي” بمراجعة حساباته. فالمغاربة يريدون منتخبا قويا لا مجرد فريق مجتهد. و”زياش” و”بوفال” هما جزء من المعادلة التي صنعت الحلم وجعلت المغاربة يتحدثون عن نصف نهائي كأس العالم بفخر.

إن كرة القدم لا ترحم، والقرارات الفنية قد تحسم مصير مدرب أو منتخب بأكمله. لذلك، من الحكمة أن يتم استثمار ما تبقى من سنوات العطاء لهؤلاء النجوم قبل فوات الأوان، فالتاريخ لا يتكرر مرتين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.