انفلات امني ب”الجديدة” و”بلطجة” ضحيتها الإعلام الوطني والدستور ومراسل جريدة أصوات”
محمد حميمداني
محمد حميمداني
تعرض، اليوم الخميس. مراسل “جريدة أصوات”، الزميل “الصافي محمد”. ل”بلطجة” واعتداء صارخ من قبل أحد الأشخاص. حيث قام بمنعه من أداء واجبه المهني وذلك اثناء تغطيته لنشاط رسمي عام. مدفوعا بخلفيات لا يعرفها إلا هو. حيث قام بنزع شعار الجريدة من الزميل المراسل. مهددا إياه بنزع هاتفه. في سلوك يحيل لنهج “السيبة” الذي عرفه المغرب خلال فترات سوداء من تاريخه. ونهج “الفهلوة” الذي تعرضه السينما المصرية. فيما وقفت السلطات الأمنية الحاضرة موقف المتفرج دون تحريك ساكن.

الاعتداء واضح وموثق والأمن فيما اكتفى بالتفرج على فصول الاحداث
واقعة الاعتداء تمت خلال قيام الزميل “الصافي” بأداء واجبه المهني في نقل وقائع وأحداث نشاط رسمي لعامل إقليم “الجديدة”. والغريب في الأمر أن هذا الاعتداء تم أمام أنظار رجال الأمن الذي اكتفوا بالتفرج على واقعة الاعتداء دون تحريك ساكن. متخلية عن عن أدائها واجبها المهني المفترض وفق الأصول القانونية والدستورية المطلوبة، في التصدي لهذا الاعتداء وتوقيف المعتدي. في موقف يدعو للاستغراب ويطرح تساؤلات عن دورها في حماية الحقوق والحريات والتصدي لكل أركان الجريمة كيفما كان نوعها.
كل هاته الأفعال تمت أثناء بث مباشر لمراسل “جريدة أصوات” وهو موثق بالصوت والصورة. مفتعلا ادعاءات واهية وافتراءات من اجل عرقلة عمل الزميل الصحافي ومنعه من أداء مهامه.
“بلطجة” لا تقف خطورتها في فعل الاعتداء الذي طال الزميل المراسل والإعلام الوطني المسؤول والممارسة الإعلامية القانونية فقط. بل تعداه ليطال الدستور والقوانين الوطنية والدولية دات الصلة بالممارسة الإعلامية والحق في نقل المعلومة في فضاء من الحرية وتحت كافة الضمانات القانونية والفعلية.
وتبقى السلطات القضائية مسؤولة عن إيقاف هاته “البلطجة” التي لا تستهدف الزميل الصحافي بل الحريات العامة المؤكد عليها في دستور المملكة والقوانين ذات الصلة بالممارسة الإعلامية. والتي تجد روحها أيضا في التوجيهات الملكية السامية المؤكدة على ضرورة ضمان الحقوق ترسيخا لفلسفة جلالته، نصره الله. الداعية لتمكين الصحافة والصحافيين من أداء واجباتهم القانونية والدستورية وحمايتها من أي خرق كيفما كان مصدره.

اعتداء بلطجي على الزميل “الصافي” اعتداء على الدستور وهيبته
لا يمكن بأي حال من الأحوال النظر إلى هذا الاعتداء كفعل معزول، بل كفعل منظم ومقصود اتجاه الإعلام الوطني المسؤول. وأيضا استهداف للدستور وروحه. في مخالفة “للفصل 28 من الدستور المغربي”،الضامن لحرية التعبير والإعلام. والذي ينص على أن “حرية الصحافة مضمونة، ولا يمكن تقييدها بأي شكل من أشكال الرقابة القبلية. وللجميع الحق في التعبير ونشر الأفكار بوسائط مختلفة”. وأيضا منطوقه المؤكد على أن الحقوق والحريات مكفولة في إطار القانون، ولا يجوز المس بها إلا وفق النص القانوني وبالضمانات المنصوص عليها. إضافة “للمادة 109 من القانون الجنائي، ذات الصلة بالاعتداء على موظف أثناء ممارسة مهامه. فضلا عن “القانون رقم 88.13″، المتعلق بالصحافة والنشر. دون إغفال “المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”، الضامنة لحرية الرأي والتعبير. فضلا عن “الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية” التي صادق عليها المغرب. دون إغفال إعلان المبادئ الخاصة بحرية التعبير، الصادر عن المقرر الخاص المعني بالتعبير أمام الأمم المتحدة. والذي يعتبر أحد المرجعيات التي تدعو الدول إلى حماية الصحافيين من جميع أشكال الاعتداء أو المضايقة.
يأتي هذا الاعتداء في ظل ما تعرفه بلادنا من خطوات نحو تعميق الممارسة الديمقراطية وتجديرها. والذي يمثل هذا الاعتداء محاولة لتعطيلها ونشر الفوضى و”السيبة” داخل دولة الحق والقانون. وهو ما يقتضي المحاسبة بقوة القانون والمؤسسات حماية للأسس الدستورية والقانونية للمملكة الشريفة.
