يعتبر “المغرب” خزانا يحمل في طياته عبق التاريخ وروعة الطبيعة. فهو بحق لوحة فنية متنوعة، تتوزع عبر تضاريسه المختلفة ذات الحمولة المتعددة ألوان الأرض فيها مع تنوع في أشكالها. الممتدة من الشواطئ الأطلسية إلى المتوسطية، إلى الجبال الشامخة التي تتحدى الزمن. مرورا بالصحراء الذهبية اللامتناهية. ليقدم “المغرب” تجربة سياحية بيئية فريدة من نوعها، تجعل من كل رحلة إليه مغامرة لا يمكن نسيانها.
“شمال المغرب” ورحلة الف متعة تبدأ مع أول اختراق للمكان
في شمال المملكة المغربية تلتقي جبال الريف بامتداد الساحل المتوسطي. حيث تتشابك الغابات الخضراء الكثيفة مع القرى البيضاء التقليدية. فتشكل بذلك مشهدا يجمع بين الهدوء وروعة الفضاء في سمفونية بيئية متناغمة. يزيد من روعتها مناخ متوسطي معتدل، يمنح المرتادين عبقا فياحا ويستهوي ممارسي رياضة المشي بين الأشجار مع طيور متنوعة تملأ الفضاء في امتداد كنوز طبيعية تزخر بتنوع بيولوجي يروي قصص الحياة البرية المغربية بكل تفاصيلها الدقيقة.
“الأطلس” قصة لحن وعشق لا ينتهي
تروي “جبال الأطلس” قصة لحن من عالم آخر يجمع الجمال والتحدي. ف”الأطلس الكبير”، كبير بطبيعته الشامخة وثلوجه البيضاء التي تتوسد قممه في فصل الشتاء. ليقدم في هذا التوحد عرضا مغريا لا نظير له لعشاق المغامرة وحب ركوب الجبال والتسلق عبر ارتفاعاتها والتلذذ بمزايا المشي بين أدرب غاباتها.
ف”وادي أوريكا” كما “جبال توبقال” تحمل عوالم مخفية في داخلها تحكي قصصا عن القوة والصلابة. وعن ذاكرة الناس البسطاء من الأمازيغ الذي يشكلون عنصر الحياة فيها. على الرغم من صعوبة تضاريسها وقساوة مناخها. إلا أنهم توحدوا وانصهروا مع الطبيعية ليشكلا معا أسطورة العشق الممتد بين ثنايا هاته المعاناة. لترتسم البسمة على شفاء ترتجف لكن لتملأها بالحياة رغم كل الصعاب. متشبثين بهويتهم وثقافتهم كما المكان.
ف”الأطلس” ليس مجرد جبال ممتدة وثلوج ترصع القمم بل هو مدرسة طبيعية تعلم الإنسان الصبر مع التأمل، وتفتح أماه عوالم من السحر والمغامرة والاكتشاف.
الصحراء المغربية رحلة أخرى لا يمكن مقاومتها
تروي الصحراء المغربية قصة من نوع آخر مفتوحة على امتداد رمال ذهبية بلا نهاية مع شمس ساطعة بقسوة، لكنها تفتح أفق الامتداد الجميل لسحر الغروب والتصاق الشمس بالارض. ليخلق هذا التوحد مناظر بديعة مثيرة للإعجاب.
وبين هذا وذاك تطل “صحراء مرزوكة” وكثبانها العالية من على قمة الحلم لترسم للزائر لوحة مزركشة وشعورا بالعظمة والانبهار أمام قوة الطبيعة وسحرها. ويزداد المشهد سحرا مع إطلالة الليل. حيث الامتداد يتسع ليلامس السماء المرصعة بالنجوم عاكسا صفاء الصحراء وهدوءها. ولتحس في خضم التجربة انك تعيش تجربة روحية بكل تفاصيلها وملامستها لأعماق أعماقك في اتصال بالمكان وسحر النجوم بما يحسسك بأنك جزء من كون ممتد عظيم.
السواحل المحيطية والمتوسطية امتداد من العشق إلى العشق
أما السواحل الأطلسية والمتوسطية فلوحة أخرى ترصع هذا التنوع. إنها تنقلك لعالم مفتوح على مشاهد تسحر الزائر ليتشكل عبر الفضاء المكان الإنسان، أسطورة حب لا تنتهي إلا لتنفتح من جديد. فمن شواطئ “أصيلة” الصخرية إلى الرمال الذهبية في “أكادير”. تجد الجمال ماثلا أمام عينيك أنى وليت وجهك مع هواء بحري ساحر عليل. ورياضات مائية تنقلك عبر الرمال أو في البحر لأثون رحلة قد تعيشها في “الداخلة” الابية إلى كافة ربوع البحر الممتد. مع طيور بحرية تمنحك لوحة حية متحركة في السماء. فالبحر هنا ليس مجرد مسطح مائي، بل نافذة مفتوحة على الحياة البحرية الغنية والجمال اللامتناهي.
الغابات والواحات فضاء للحلم والاسترخاء
الجمال لا يتوقف بل يرحل بك عبر الغابات والواحات لعوالم ساحرة أخرى تدفعك للاسترخاء وممارسة التأمل بهدوء. ففي حضرة هاته التحف الفنية يمكنك الانتقال بين أسر أشجار الأرز والصنوبر. لتسبح في فضاء ألوان طبيعة مشتعلة تتلون بألوان الفصول الأربعة. من الخضرة الزاهية في الربيع إلى ألوان الخريف الذهبية. فالطبيعة هنا ليست مجرد مناظر طبيعية. بل تجربة إنسانية عميقة تحرك كل حواسك وترحل بك في امتداد لا ينقطع بين الأصوات والروائح والألوان.
المناخ يضيف طعما لحلاوة الأمكنة الممتدة
التنوع لا يقف عند حدود الأمكنة والفضاءات الساحرة المتنوعة بل ينقلك أيضا بين كوكتيل مناخي متنوع. فمن الاعتدال الساحلي مرورا بالبرودة الجبلية وصولا للسخونة الصحراوية المشتعلة. إلى فضاء هواء نقي عبق بالمناطق الدخلية.
تنوع ينقلك من وجهات إلى وجهات مقدما لك ما لذ من عبق الطبيعة وطاب من تنوع المناخات. ليقول لك أهلا وسهلا وألف مرحبا. فأنت بين أحضان زيارة لن تنتهي إلا لتبدأ لتستمر الرحلة بلا توقف. ليمتزج المكان بطيبة الناس البسطاء وكرمهم اللانهائي رغم الحاجة وتنوع في الثقافات الممتدة عبر العصور. لتتداخل كل هاته العناصر فتخلق تجربة سياحية متكاملة ومتوازنة مع جمال البيئة.