واشنطن بوست: “جيل Z” المغربي يواجه الشرطة احتجاجا على تدهور الخدمات الاجتماعية

العدالة اليوم

العدالة اليوم

 

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا مفصلا لافتا، حول الاحتجاجات الشبابية التي يعرفها “المغرب”. معنونة إياه بـ”مواجهات بين شبان مغاربة والشرطة احتجاجا على الإنفاق على الملاعب وتدهور النظام الصحي”.

سلط التقرير الضوء على تنامي حالة الغضب في أوساط الشباب المغربي. الأمر الذي دفع “جيل Z” المغربي للخروج للشوارع. ناقلا من خلال هذا حالة الاستياء التي يعيشها وسخطه على التوجهات الحكومية واولوياتها المسطرة. وهو ما يعتبره الشباب إهمالا للقضايا الأساسية.

وأوضح التقرير المنجز من قبل “واشنطن بوست”، أن المظاهرات التي قادها شباب، في غالبيتهم من جيل الألفية وما بعدها. تركز في عمقها الأساسي على قضيتين رئيسيتين: الأولى ذات صلة بالإنفاق الحكومي الباذخ على مشاريع بناء الملاعب الرياضية، في مقابل تسجيل تدهور ملحوظ في جودة الخدمات الصحية العمومية المقدمة والنظام التعليمي المعتمد.

وأفادت الصحيفة بأن هاته الاحتجاجات، التي شهدت في بعض الأحيان مواجهات مع قوى الأمن. تعكس حالة من الإحباط العميق واليأس القاتل الذي تعيشه شريحة واسعة من الشباب. بفعل تولد إحساس ذفين لديها بكونها ضحية للتهميش الرسمي وعدم الاستماع لمطالبها. إضافة لإحساسها بالاغتراب داخل وطنها.

شهادات من الميدان تعكس حالة الاغتراب 

نقل التقرير الذي قدمته “واشنطن بوست” شهادات لشباب مغاربة عبروا عن حالة الاستياء التي تعتصرهم نتيجة سياسيات منتهجة خصصت ميزانيات ضخمة لمشاريع رياضية “ترفيهية”، وفق تصورهم. فيما تعاني المستشفيات من نقص حاد في التجهيزات والأطر الطبية. كما تواجه المدارس تحديات كبيرة تؤثر على مستقبل الأجيال الصاعدة وتضرب في العمق حقهم في الولوج لصحة عمومية جيدة.

وأكد بعض من هؤلاء المحتجين أن الأولويات المعتمدة من قبل الحكومة لا تتماشى مع تطلعات هؤلاء الشباب التواقة لمستقبل أفضل. وعجزها عن التصدي للمشاكل الجوهرية ذات الصلة بحياتهم اليومية ومستقبلهم المهني.

وأوضحت “واشنطن بوست” أن هاته الاحتجاجات لا يمكن النظر إليها كحركات معزولة،. بل كجزء من تنامي حالة الإحباط العام واليأس في صفوف الشباب، الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم أنفسهم وإيصال رسالتهم ونقل أحلامهم ومعاناتهم.

يعكس التقرير المنجز من قبل “واشنطن بوست” صورة حية لمجتمع شاب يسعى للتغيير ويحلم بحياة جميلة. مطالبا بمساءلة أكبر للمسؤولين عن إدارة الموارد العامة. مشددا على ضرورة توجيهها نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية وتحسين ظروف العيش.

كما يبرز واقع المعاناة الاجتماعية وعمق البؤس الاقتصادي والاجتماعي المعاش. وما يفجره هذا الإحساس من حالات يأس وإحباط، خاصة وسط الشباب.

دوافع ألم قادت لتفجير صرخات عبر إطلاق شرارة “جيل Z”، كتعبير عن عمق هاته المعاناة المعاشة، في محاولة لنقلها لصدارة النقاش العام. آملا أن يدفع بهذا النقاش في اتجاه إعادة تقييم الأولويات التنموية. وذلك بما يفرض على المسؤولين الاستجابة لمطالب شريحة حيوية من الشباب تعيش كل عناوين الاغتراب بفعل هاته السياسات المنفصمة عن واقع معاناتهم وطموحهم لغد جميل يسع كل المغاربة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.