واصل شباب “جيل زد 212” بالمغرب. احتجاجاتهم للأسبوع الثاني على التوالي بمختلف المدن المغربية. فيما جددت الحكومة دعوتها المحتجين للحوار. مؤكدًة استعدادها للتجاوب مع مطالبهم الاجتماعية المرفوعة.
تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات الشبابية بالمغرب تطالب بتحسين خدمات التعليم والصحة ومحاربة الفساد مع خلق فرص عمل.
ويؤكد شباب “جيل زد 212” المحتجون أن معاركهم سلمية رافضين ممارسة العنف أو التخريب.
في الجهة الحكومية، دعا وزير الثقافة والشباب والتواصل، “محمد المهدي بنسعيد”. المحتجين للانخراط في منطق الحوار. مضيفا أن أزمات التعليم والصحة متوارثة منذ سنوات وأن الحكومة ليست بمنأى عن التفاعل الجاد، وفق إفادته.
ومع تصاعد الاحتجاجات في اسبوعها الثاني، يبدو أن الحكومة أصبحت مجبرة على الاستجابة لمطالب الشباب والحفاظ على الأمن العام في الوقت نفسه. وهو ما يعتبر اختبارا حقيقيا يضع قدرتها على الإصلاح تحت المجهر خلال الأيام المقبلة.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، “مصطفى بايتاس”. قد قال خلال مؤتمر صحفي: “نحن على استعداد للاستماع إلى مطالب الشباب والتجاوب معها في إطار الحوار البناء”. مؤكداً أن “الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة تحتاج إلى وقت لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض”.
ويصر المحتجون على تلبية مطالبهم الاجتماعية وعلى رأسها تحسين جودة خدمات التعليم والصحة وخلق فرص عمل للشباب وخفض معدلات البطالة. إضافة لرفع سقف الشفافية ومحاربة الفساد وتوفير السكن اللائق للشباب. معتبرين أن حركتهم الاحتجاجية “سلمية ترفض العنف أو التخريب” وأن “الحركة تمثل صوت جيل يطالب بحقه في العيش الكريم”.
الرد الحكومي: بين الحوار وضبط الأمن
الحكومة التي سارعت للدعوة للحوار، تعتبر أن الازمات القائمة في قطاعات التعليم والصحة متوارثة منذ سنوات. مؤكدة أنها تتفاعل بشكل جدي مع مطالب الشباب.
تجدر الإشارة أيضا أن هاته الاحتجاجات سجلت سقوط 3 قتلى في عملية اقتحام مركز للدرك في “القليعة” ب”أكادير”. إضافة للعشرات من المصابين بين متظاهرين وعناصر أمنية. فضلا عن سلسلة اعتقالات طالت المحتجين.
وينص “الفصل 29 من الدستور المغربي” على أن: “حق الإضراب مضمون”. كما يضمن “الفصل 11 منه” حرية التعبير. إلا أن “قانون التجمعات العمومية” يلزم الأطراف المنظمة بإشعار السلطات قبل 3 أيام من التظاهر.
وتبقى مطالب المحتجين مشروعة بإقرار رسمي ايضا. فيما يرى الشباب الغاضب أن معركتهم ليست موجهة ضد أحد، وأنها تطالب فقط بالحق في حياة كريمة يستحقونها كأي شباب في العالم. كما أن هاته المعركة تعكس الفجوة الحقيقية القائمة بين النمو الاقتصادي وتحسين مؤشرات التنمية البشرية.
الاحتجاجات اختبار لجدية الحكومة في تنزيل إصلاح حقيقي
تواجه الحكومة المغربية اختبارا حقيقيا في إدارة هذه الأزمة، حيث يتعين عليها الاستجابة السريعة لمطالب الشباب المشروعة. فضلا عن الحفاظ على الأمن العام مع تقديم رؤية إصلاحية حقيقية تلبي طموحات الشباب الغاضب.