العدالة اليوم
شهدت مدينة برشيد، اليوم الخميس، حادثًا مأساويًا أودى بحياة رجل أمن أثناء مزاولته مهامه الرسمية في محيط محطة القطار، بعدما صدمه قطار يحمل الرقم 9653، في واقعة هزّت الأوساط الأمنية وخلفت حالة من الحزن والاستنفار.
ووفق المعطيات الأولية المتوفرة، فإن الشرطي الهالك، الذي كان يعمل بمقاطعة الشرطة أنفا بمدينة الدار البيضاء، كان في مهمة ميدانية تتعلق بمتابعة مهام أمنية لحظة وقوع الاصطدام، مما أدى إلى وفاته في عين المكان متأثرًا بقوة الحادث.
وفور إخطارها بالواقعة، هرعت عناصر الشرطة القضائية ومصالح الوقاية المدنية والسلطات المحلية إلى موقع الحادث من أجل تأمين المنطقة وتنظيم حركة المرور، في حين تم فتح تحقيق عاجل تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ظروف وملابسات هذا الحادث الأليم.
وحسب مصادر مطلعة، يجري التركيز في التحقيق على الجوانب المرتبطة بإجراءات السلامة المعتمدة في المناطق المجاورة للسكك الحديدية، ومدى التنسيق المسبق بين المصالح الأمنية والمكتب الوطني للسكك الحديدية، خاصة في ظل تسجيل عدد من الحوادث المشابهة التي أوقعت ضحايا في السابق.
الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش حول شروط الأمان في محيط المحطات وسُبل حماية العاملين في القطاعات الأمنية والخدماتية الذين يتنقلون بشكل متكرر عبر هذه الممرات أثناء أداء مهامهم. كما أبرز ضرورة تعزيز التدابير الوقائية بالمواقع الحساسة التي تشهد تداخلاً بين حركة القطارات والمهمات الميدانية للأمن.
في سياق متصل، عبر عدد من زملاء الفقيد عن حزنهم العميق لفقدان زميلهم، مشيرين إلى أن وفاة رجل أمن خلال أداء الواجب تُعدّ من الحوادث الأليمة التي تعكس طبيعة المخاطر اليومية التي يواجهها رجال الشرطة في سبيل حماية المواطنين وصون النظام العام.
وطالب مهنيون وفاعلون في مجال السلامة المهنية باتخاذ خطوات ملموسة من أجل توفير وسائل حماية أفضل لرجال ونساء الأمن، لاسيما خلال العمليات التي تستوجب التواجد في محيط السكك أو الطرقات أو مواقع العمل ذات الخطورة العالية.
وتأتي هذه الفاجعة لتسلط الضوء مجددًا على أهمية تحديث بروتوكولات العمل الميداني وتفعيل التنسيق المؤسساتي بين مختلف المتدخلين في الفضاءات العامة، بما يضمن تفادي المآسي والحفاظ على سلامة الأرواح.
وإلى حين انتهاء التحقيق الرسمي الذي سيُحدد المسؤوليات المباشرة وغير المباشرة، تبقى هذه الواقعة المؤلمة تذكيرًا صارخًا بثمن الواجب الوطني، والتضحيات التي يقدمها رجال ونساء الأمن في صمت، في مواجهة يومية مع الخطر.