الحكاية انتهت قبل أن تبدأ. ما معنى أن تحلم، تتخيل أن الشمس غدا مشرقة، لتستيقظ على غمام يغطي الفضاء، و رذاذ يرش المكان.
تنهض من مكانك، ككل صباح، تتوجه للمطبخ بعد الحمام، لتعد فنجان قهوتك الصباحية، وبعدها إلى النافذة، لتطل على الناس و هي تتخد وجهاتها ككل يوم منذ آلاف السنين.
لاشئ تغير، السماء والأرض، الشمس الغيوم وحتى الطيور لا زالت تحلق. وبين الفينة والأخرى، تسمع صرير ريح كما العادة.
اليوم كما البارحة، وغدا لن يكون أحسن من اليوم، بينما الأسبوع المقبل وبعده الشهر اللاحق وكل عام كمثله من الأيام والسنوات، اللاحقة السابقة متشابهة، رتيبة إلا من أخبار الحروب هنا وهناك، وأخبار القتلى وأشلائهم هناك وهنا، نراها عبر قنواتنا التي تصر على تعكير مزاجنا كل حين وفترة.
بينما أيام العطل القصيرة، لمن يعمل، فهي كذلك مملة ولا طعم لها، فلا شيء فيها جديد ورتيبة جدا.
حتى العطلة الصيفية الكبرى الطويلة، فقدت بريقها، فقد زرت كل الأماكن، وسبحت في بحر الشمال، وبحار المحيط كلها. لم يبقى إلا الوديان والخلجان التي فقدت بدورها، ذلك البريق بفعل وسائل التواصل التي تقرب لك مباهج الحياة ولم تبرح مكانك.
انتهت قهوة الصباح، حان وقت الخروج من البيت، للتوجه للعمل كما العادة. في الطريق، تلتقي نفس الوجوه، تتبادل نفس عبارات السلام مع نفس الناس الذين التقيتهم البارحة و الأسبوع الماضي.
هي هي، لا شيء تغير. الحكاية تنتهي قبل أن تبدأ، والخرافة نفس الخرافة، نحو يوم جديد آخر جميل، سيبقى حلما جميلا نتخيله نتصوره نحدد إطاره و نختار ألوانه، لكن لا شيء يتغير.