#معا لإعادة الحياة “غزة” وإخراجها من “سيزيفية” رماد العدوان والاحتلال

محمد حميمداني

محمد حميمداني

 

تعيش غزة ما بعد العدوان على وقع تحديات كبرى، حيث تواجه 85% من التذمير الذي تعرضت له البنى التحتية، وفق تقارير “الأمم المتحدة”. إضافة لنزوح 1.7 مليون فلسطيني. مع أزمة إنسانية طاحنة وغير مسبوقة في مجالات الصحة والتعليم والسكن. واقع خطير يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الإنسانية من أجل إعادة البسمة لمحيا الاطفال والنساء والشيوخ. والحياة لقطاع أنهكه القتل والذمار والحصار والتجويع وسياسة الأرض المحروقة التي ارتكبها الاحتلال ولم يفرق فيها بين البشر والحجر والحيوان.

“جمعية فراسة السويسرية” حملت “رسالة أمل من الأنقاض” مطلقة مبادرة شاملة لإعادة الإعمار ترتكز على إطلاق برنامج تعليمي طارئ. مع إعادة تأهيل 50 مدرسة متضررة. فضلا عن توفير حقائب مدرسية لـ25,000 طفل وبرامج دعم نفسي للأطفال المتأثرين بالعدوان.

وفي سياق متصل تعتزم “الجمعية” إطلاق مشاريع تهم البنى التحتية. ضمنها إعادة بناء الوحدات السكنية المدمرة وتأهيل شبكات المياه والصرف الصحي. إضافة لإنشاء مراكز صحية متنقلة.

وفي الشق الاجتماعي تسعى “الجمعية” لإطلاق برامج للتشغيل المؤقت. وذلك من خلال مشاريع صغيرة للأسر المتضررة وتدريبات مهنية للشباب. فضلا عن دعم ريادة الأعمال النسائية.

الواقع الميداني لما بعد العدوان ينقل واقع التذمير الشامل. في مشاهد صادمة حيث أن 240 ألف مسكن مدمر أو متضرر. كما أن 15 مستشفى خارج الخدمة. فضلا عن حرمان 400 طفل من الدراسة فيما 92٪ من السكان يعانون انعدام الأمن الغذائي.

أرقام صادمة تبرز عمق المآسي التي خلفها العدوان الصهيوني على غزة وقتله بدم بارد لكل مقومات الحياة في فكر تعدى كل الحدود المسموج بها دوليا والقيم الإنسانية. في أبشع جريمة عاشتها الإنسانية عبر تاريخها.

تلك المآسي وعلى الرغم من قساوتها وما خلفته من صدمات تصبح فيها الحياة بلا قيمة أمام الجراح القوية التي خلفها الاحتلال مع إصرار قل نظيره على التحدي والمقاومة من اجل الوجود والكرامة. 

جراح غزة تواسيها وتضمدها أساطيل الصمود والحرية والتظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني الممدة من “الرباط” إلى “مدريد” ومن “روما” إلى “نيويورك” ومن “برلين” إلى “كيب تاون” لتوقع شهاد تحول في الضمير الشبابي العالمي نحو مزيد من الإقرار بمظلومية هذا الشعب الجريح والقضية الراسخة رسوخ القدس وكل فلسطين. 

هل يكفي وقف إطلاق أمام هول الجريمة أم ان المطلوب فعليا من الضمير العالمي تجاوز حالة التفرج على المأساة السيزيفية لهذا الشعب وتضميد الجراح والنزيف الممتد حتى ما بعد نهاية العدوان. والانخراط في عملية إعمار كل شيء خربه العدوان.

فمن بين الأنقاض ننحت الأمل، ومن رحم المعاناة تولد الإرادة. وغزة ستبقى شامخة بشعبها قوية بمساندة قوى الحرية. فلنكتب معا فصلا جديدا من فصول الصمود. وسيكون غد غزة كما كانت دوما أفضل لأن شعبا رفض الموت لن تقتله الحياة.

فوقف العدوان يجب أن يكون فرصة ثمينة للبناء، لإعادة الأمل والسكينة إلى قلوب أطفال وأمهات غزة، لكتابة صفحة جديدة من غد أفضل يوازي صمود وتضحيات هذا الشعب البطل.

ومن هنا انطلق نداء “جمعية فراسة السويسرية” بالانضباط والصبر والتعاون. كقيم أساسية لإعادة البناء والإعمار. ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني التي عاشها على مدار عامين من ألم الحرب التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء، نساءً ورجالا وأطفالا. إلا أن قوة الفلسطيني وصموده كانا ولا يزالان مصدر إلهام للأحرار في العالم أجمع وسيبقون ليستفيق “سيزيف” من عفوة آلامة ويتطلغ لشمس الحياة الحرة الكريمة رغم أنف العدوان والاحتلال. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.