كانت “كلية الآداب والعلوم الإنسانية” ب”بني ملال”، أمس الاثنين، على موعد مع أجواء مشحونة. مع خروج عشرات طلاب “إجازة التميز في العمل الاجتماعي” في وقفة احتجاجية أمام عمادة الكلية. وذلك تنديدا ب”عدم فتح ماستر التميز في العمل الاجتماعي خلال الموسم الجامعي 2025-2026″، وهو القرار الذي وصفوه ب”الصادم”.
خلال الوقفة، رفع الطلبة الغاضبون شعارات منددة بالقرار. معتبرنه يشكل ضربا ل”مبدأ الاستمرارية الأكاديمية”، الذي تنص عليه الضوابط البيداغوجية ل”سلك الماستر”. الصادر عن “الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي (ANEQ)”. الضامن لولوج طلبة “إجازات التميز” تلقائيا إلى “مسلك الماستر”.
وقد اعتبر الطلبة، في تصريحات أدلوا بها لجريدة “العدالة اليوم”، أن الجامعة تراجعت عن التزاماتها السابقة. مبرزين أن إلغاء الماستر يعد خرقا “للقانون رقم 01.00″، المنظم للتعليم العالي. وتناقضا مع روح “القانون الإطار رقم 51.17″، المؤكد على مبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص وضمان استمرارية التكوين.
ونقل الطلبة خيبة أملهم بعدما وجدوا أنفسهم “رهائن لقرار غير مبرر”، وفق إفادتهم. مبرزين أنهم اجتازو مرحلة انتقاء دقيقة وشاقة، شملت ملفات ومقابلات شفوية. معتبرين أن قرار تجميد الماستر يقوض الثقة في مشروع مراكز التميز التي تم الترويج لها كأحد أهم رهانات إصلاح منظومة التعليم العالي.
وطالب المحتجون، في بيان صادر عنهم، بـإعادة فتح الماستر فورا. مع تفعيل المقتضيات القانونية المنظمة للمسار. داعين الوزارة الوصية للتدخل العاجل لـ”تصحيح هذا الوضع الشاد وإنصاف المتضررين”. مع إشراك ممثلي الطلبة في تقييم العروض التكوينية مستقبلا.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر خاصة لـجريدة “العدالة اليوم” أنه من المنتظر أن يتم عقد لقاء، اليوم الثلاثاء. والذي سيجمع إدارة الكلية بممثلي الطلبة بحضور لجنة من “جامعة السلطان مولاي سليمان”. وذلك في محاولة لإخماد لهيب غضب الطلبة وإيجاد حل عاجل يضمن استمرارية التكوين الأكاديمي.
ويبقى السؤال المطروح. هل ستتراجع إدارة الجامعة عن قرارها وتعيد فتح الماستر احتراما للقانون ومبدأ الاستمرارية؟ أم أن غضب الطلبة سيتسع ليتحول إلى شرارة احتجاج أوسع داخل أسوار الجامعة؟