الخطارة بين جهد الإحياء من “مؤسسة مفتاح السعد” وضمان العدالة والاستدامة المولوية + فيديو
محمد حميمداني
محمد حميمداني
انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية التي تضمنها الخطاب الملكي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله. بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة، يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025. عقدت “مؤسسة مفتاح السعد للرأسمال اللامادي للمغرب” اجتماعا استثنائيا، أمس الأربعاء 15 أكتوبر الحالي، بمقر المؤسسة. برآسة رئيستها “للا بدرة السعود العلوي” وبحضور أعضاء المكتب التنفيذي للمؤسسة”.
الاجتماع تناول بالتحليل مضامين الخطاب الملكي السامي، خاصة في الشق المتعلق بتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية. وتحديدا في مجتمع الواحات ضمانا للتنمية والتنمية المستدامة.
كما وقف الاجتماع حول مسار 10 سنوات من عمل المؤسسة واشتغالها الذؤوب وبقوة في موضوع الخطارة، والدفاع عنها بكل الآليات الترافعية الممكنة. لإيصالها من المحلية إلى العالمية. وهو ما مكن من ضمان اعتراف رسمي بها كتراث إنساني عالمي من قبل منظمة “الإيسيسكو” و”الألكسو”.
وفي سياق متصل تم عرض وقراءة مقترحات “المدرسة المحمدية للمهندسين” و”المدرسة العليا للتكنولوجيا” في المجال. وتقديم قراءة في الشق التعليمي، خاصة في موضوع القافلة التعليمية المزمع إطلاقها. فضلا عن آليات التواصل مع شركاء المؤسسة، خاصة الجهات ذات الصلة بالبحث العلمي والأكاديمي.

الخطاب الملكي: تأكيد على إطلاق نموذج تنموي جديد وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية
في خطاب تاريخي أمام البرلمان، يوم 10 أكتوبر 2025. أعلن جلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله وأيده. عن منعطف استراتيجي في الحكم عبر تفعيل النموذج التنموي الجديد. مع التركيز على تحقيق “الانتقال من منطق الإجراءات الجزئية إلى منطق البرامج المندمجة”. وهو ما يمثل خارطة طريق للإصلاح الشامل مع آليات تنفيذ ملموسة ومواعيد محددة.
حيث أكد الخطاب المولوي السامي على ضرورة تفعيل آليات الحكامة الترابية المعززة لسلطة الجهات وتسريع وثيرة إصلاح منظومتي التعليم والصحة. فضلا عن تعزيز الاقتصاد الإنتاجي والاستثمار الخاص. مع اعتماد منهجية تشاركية في تنفيذ البرامج التنموية.
وشدد الخطاب الملكي السامي على ضرورة تحقيق النمو الاقتصادي والاستثمار من خلال تحفيز الاقتصاد الإنتاجي بدلا من اقتصاد الريع. مع دعوة القطاع الخاص للعب دور محوري في التنمية. وذلك من خلال تحسين مناخ الأعمال وتبسيط المساطر وتشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة ودعم المقاولة الصغرى والمتوسطة. والأهم الاهتمام بالعالم القروي، خاصة في المناطق الجبلية ومناطق الواحات. وذلك ضمانا للعدالة المجالية وتحقيقا للتنمية وضمان استدامتها بهاته المناطق. انطلاقا من إيمان جلالته على أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من توفر إرادة سياسية صادقة.
لحلو: اجتماع اليوم الاستثنائي جاء تماشيا مع الخطاب الملكي السامي
عن الاجتماع وسياقه وأهميته قال قول الدكتور “عبد العاطي لحلو”، عضو المكتب التنفيذي ل”مؤسسة مفتاح السعد للرأسمال اللامادي للمغرب”: إن اجتماع اليوم الاستثنائي أتى تماشيا مع الخطاب الملكي السامي الأخير، الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله، في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة. الذي أعطى أهمية كبرى لتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية. حاثا على ضرورة الاهتمام بالعالم القروي والمناطق الجبلية والواحات.
وأبرز أهمية الخطارة في التنمية المحلية المستدامة. مفيدا بأن المؤسسة بعد 10 سنوات من التجربة تمكنت من وضع ملف الخطارة على الصعيد العالمي حيث نالت اعتراف منظمة “الإيسيسكو” و”الآلكسو”.
وأضاف أن هناك رهانات كبرى يجب متابعتها لدعم مناطق الواحات من قبل القطاعين العام والخاص وكافة المتدخلين في المجال. مبرزا الجهد المبذول لرقمنة الخطارة وانفتاح المؤسسة على محيطها المحلي والإقليمي والجهوي والوطني والدولي لدعمها. مستنيرين بالتوجيهات الملكية الداعية للحفاظ على التراث اللامادي وتحويل المشاريع إلى منجزات لدعم الخطارة كتراث وطني هام.
الخطارة: من التراث إلى المنجز التنموي
أكد “لحلو” على ضرورة اعتماد “مشروع الخطارة الوطنية” كبرنامج تنموي متكامل يدمج بين الحفاظ على التراث وتحقيق العدالة المجالية، عبر تخصيص استثمارات عمومية لدعمها. ودور المؤسسة كجهة منسقة.
خطوات للحفاط على الخطارة
لتمكين الخطارة من نسمة حياة لا بد من اعتماد مجموعة من الآليات. ضمنها إنشاء “مرصد وطني للخطارات” مع رقمنة 100 منظومة تقليدية. فضلا عن إطلاق برنامج لتكوين 200 شاب في تقنيات إدارة الخطارات وتطوير علامة منتجات الواحات المستدامة المرتبطة بالخطارات. إضافة لإدراج 50 خطارة في برنامج السياحة البيئية الجهوية.
