عدوان “إسرائيلي” جديد على غزة يطال غرب المدينة و”مجمع الشفاء الطبي” بمباركة أمريكية

محمد حميمداني

محمد حميمداني

 

شن جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، مساء الثلاثاء. عدوانا جويا واسعا على قطاع غزة، استهدف مواقع حيوية وسكنية في مدينة غزة، أبرزها “محيط مجمع الشفاء الطبي”. في تصعيد جديد أثار موجة تنديد محلية ودولية.

وفي هذا السياق، قال “الدفاع المدني الفلسطيني”: إن الغارات، التي شنها طيران الاحتلال، خلال الساعاتن الاولى. تجاوزت ثلاثا. مخلفة دمارا واسعا في البنية التحتية، وحالة من الهلع داخل المستشفى الأكبر في القطاع.

دوي انفجارات يهز أنحاء متفرقة من مدينة غزة 

بحسب صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، فإن دوي انفجارات هز أنحاء متفرقة من مدينة غزة، مساء الثلاثاء. حيث أفادت مصادر ميدانية أن طائرات الاحتلال شنت غارات متتالية غرب المدينة، تزامنا مع تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاعي.

وأضافت ذات المصادر أن طائرة مسيرة استهدفت المنطقة المحيطة ب”مجمع الشفاء”، محدثة أضرارا في مرافق طبية ومدنية مجاورة.

وقال شهود عيان: إن “الانفجارات كانت الأعنف منذ بداية الشهر. حيث سمع دويها في مختلف أنحاء المدينة”.

التنسيق الأمريكي – الإسرائيلي

نقلت “القناة 12” العبرية، عن مصادر سياسية قولها: إن رئيس وزراء دويلة الاحتلال، “بنيامين نتنياهو”، أبلغ مسؤولين أمريكيين بالهجوم قبل بدئه. مؤكدة أن الخطوة تأتي في إطار التنسيق المباشر القائم بين “تل أبيب” و”واشنطن” بشأن العمليات العسكرية في غزة.

وكشف “موقع أكسيوس Axios” الأمريكي أن “نتنياهو” يسعى للحصول على موافقة من الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب” لشن هجوم أوسع بهدف “القضاء على قدرات المقاومة الفلسطينية”.

تجدر الإشارة إلى أن هذا العدوان الجديد يعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني. لا سيما “اتفاقيات جنيف الرابعة” لعام 1949. التي تجرم استهداف المرافق الطبية والمدنيين أثناء النزاعات المسلحة. حيث تنص المادة 19 من الاتفاقية على أن “المستشفيات المدنية لا يجوز مهاجمتها تحت أي ظرف. وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها”. كما يخالف هذا العدوان قرارات مجلس الأمن، ضمنها القرار (S/RES/2286/2016)، الذي يدين الاعتداءات على المرافق الصحية في مناطق النزاع.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد قال، في وقت سابق: إن “الاستهداف المتكرر للمستشفيات في غزة لا يمكن تبريره بأي ذريعة أمنية”.

دوافع التصعيد والتداعيات

يرى محللون أن التصعيد الأخير يأتي في سياق محاولة الاحتلال “الإسرائيلي” تصدير أزمته السياسية الداخلية القائمة. وتوجيه الأنظار بعيدا عن الاحتجاجات ضد حكومة “نتنياهو”. فيما يرى آخرون أن التنسيق الأمريكي – الإسرائيلي يعكس فشل الجهود الدولية لفرض وقف إطلاق النار.

وهكذا يبدو أن العدوان “الإسرائيلي” الأخير يفتح فصلا جديدا من الانتهاكات المتكررة ضد المدنيين في غزة. في ظل صمت دولي مريب وتواطؤ ضمني من القوى الكبرى. فبينما تستمر آلة الحرب في قصفها، يبقى السؤال القانوني والأخلاقي معلقا: من يحاسب المعتدي؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.