“حموشي” يتفقد الجاهزية الأمنية لتأمين “ديربي البيضاء” واستعدادات احتضان “الكان 2025”

العدالة اليوم

العدالة اليوم

 

في خطوة تعكس الأهمية التي توليها “المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني” للسلامة الرياضية. قام المدير العام للأمن الوطني، “عبد اللطيف حموشي”، زوال اليوم الأربعاء. بزيارة ميدانية “للمركب الرياضي محمد الخامس” ب”الدار البيضاء”، قصد الوقوف على آخر الترتيبات الأمنية المواكبة ل”مباراة الديربي البيضاوي” المنتظر بين ناديي “الوداد الرياضي” و”الرجاء الرياضي”.

وقد شملت الجولة مختلف مرافق المركب والمناطق المحيطة به. حيث اطلع “حموشي” على مخططات الأمن والسلامة الموضوعة من قبل “ولاية أمن الدار البيضاء”، لضمان مرور المباراة في أجواء آمنة ومنظمة.

ويغطي المخطط الأمني جميع مراحل التنظيم، من تأمين ولوج الجماهير وتنظيم المدرجات، إلى ضبط حركة السير والجولان في الشوارع المحيطة بالملعب.

ووفق بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، فإن الهدف من هاته الزيارة هو “ضمان الجاهزية العملياتية للقوات الأمنية المكلفة بتأمين هذا الحدث الرياضي. وتقييم النجاعة الميدانية لبروتوكولات الأمن المعتمدة”.

تعبئة غير مسبوقة للموارد البشرية واللوجيستيكية

خلال الزيارة، قدم “والي أمن الدار البيضاء” عرضا تفصيليا تضمن الأرقام الدقيقة حول حجم الموارد البشرية واللوجيستية المسخرة لتأمين المباراة. حيث تم تجنيد أكثر من 5000 عنصر أمني من مختلف الفرق والتخصصات، مدعومين بـ 150 مركبة أمنية، تشمل سيارات المراقبة والدراجات النارية وشاحنات مكافحة الشغب.

كما تم توظيف تقنيات رقمية متقدمة، من بينها “درونات” عالية الدقة وسيارات ذكية مزودة بكاميرات مراقبة. وذلك بغاية ضمان مراقبة شاملة داخل وخارج الملعب. في تناغم مع مقاربة “الشرطة الذكية” التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني ضمن استراتيجيتها التحديثية.

استعدادات أمنية استباقية لـ«كان 2025»

شكلت هاته الزيارة فرصة لتقييم جاهزية الأجهزة الأمنية في أفق احتضان المغرب ل”بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025″.

خلال الاجتماع الميداني، تم التركيز على مدى مطابقة الترتيبات الأمنية لضوابط السلامة التي تعتمدها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (CAF). خاصة فيما يتعلق بإدارة الحشود، منظومات المراقبة والإنذار المبكر في حالات الطوارئ.

تندرج هاته الزيارة ضمن التحضيرات والاستعدادات التي تقوم بها مصالح الأمن الوطني لتأمين مختلف المنافسات الرياضية القارية والدولية التي ستحتضنها بلادنا مستقبلا. كما شكلت مناسبة لاستعراض وتقييم بروتوكولات الأمن والسلامة المعتمدة لإنجاح تنظيم هاته التظاهرات الرياضية الدولية.

وفي هذا الصدد، شدد “حموشي” على أن “تأمين التظاهرات الرياضية الكبرى ليس مجرد واجب مهني، بل هو التزام وطني يعكس صورة المغرب كبلد آمن ومنظم”. مضيفا أن “النجاح الأمني جزء لا يتجزأ من نجاح التنظيم الرياضي”.

الأمن الرياضي كأولوية استراتيجية

تأتي هذه الزيارة ضمن استراتيجية أمنية وطنية شاملة تهدف إلى تطوير منظومة الأمن الرياضي، وتحديث قدرات وحداته عبر التكوين المستمر والتنسيق الدولي.

وفي هذا السياق فقد انخرطت “المديرية العامة للأمن الوطني” منذ مدة في برنامج “ستاديا – Stadia”، بتعاون مع “منظمة الإنتربول”. وهو برنامج يهدف لتعزيز جاهزية الدول في تأمين الأحداث الرياضية الكبرى.

كما تعمل المديرية على وضع برنامج للتعاون الأمني الدولي مع الدول المشاركة في المنافسات. وذلك من خلال تبادل الخبرات وتنسيق الجهود في مجال مكافحة التهديدات العابرة للحدود أثناء التظاهرات الرياضية.

تجدر الإشارة إلى القانون المتعلق بتنظيم التظاهرات الرياضية، ينص على أن “السلطات الأمنية مسؤولة عن ضمان سلامة المشاركين والجماهير”. مؤكدا في نفس الوقت على واجب التنسيق بين الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية لتفادي أي تهديد محتمل للأمن العام. لأن الرياضة مرآة الشعوب، ولكن أمن الملاعب مرآة الدولة.

زيارة ميدانية تؤكد على جاهزية المقاربة الأمنية المغربية التي تجمع بين الدقة التقنية والصرامة القانونية والرؤية الاستباقية. كما انها تعكس إرادة قوية لتكريس صورة المغرب كبلد قادر على تنظيم التظاهرات الكبرى في ظروف آمنة واحترافية. انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الرامية لتعزيز مكانة المملكة قاريا ودوليا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.