انطلاق قافلة الدراجين نحو الصحراء المغربية تزامنا مع الذكرى 50 للمسيرة الخضراء المظفرة

محمد حميمداني

محمد حميمداني

 

أعلن النادي الملكي للدراجات النارية، مساء اليوم الخميس، من “مدينة الرباط”. عن انطلاق النسخة الثالثة عشرة للطواف الدولي “المسيرة الخضراء”. المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله. تخليدا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.

الإعلان تم خلال ندوة صحافية عقدها النادي ب”الرباط”، والتي عرضت لتفاصيل الحدث والمسار الذي سيقطعه والدول المشاركة وفلسفة الطواف في ارتباط بذكرى غالية عزيزة على قلوب كل المغاربة. ألا وهي ذكرى المسيرة الخضراء بما تحمله من دلالات وطنية وإنسانية كبرى. 

الحدث الذي بات تقليدا وطنيا سنويا، سيعرف مشاركة أكثر من 160 دراجا من “المغرب” وعدة دول عربية وأجنبية. وذلك في رحلة تمتد على مدى عشرة أيام من “الرباط” نحو “الداخلة”، مرورا بعدد من المدن المغربية.

تنظيم ندوة صحفية لإطلاق النسخة الـ13 للطواف الدولي "المسيرة الخضراء"
طواف المسيرة الخضراء الدولي

طواف المغرب إعلان وطني بطابع دولي

خلال الندوة الصحافية التي نظمها النادي، بحضور فاعلين رياضيين وإعلاميين وممثلي المؤسسات الداعمة. قدم رئيس النادي، “هشام بناني” عرضا شاملا حول البرنامج العام للطواف. مبرزا أن الانطلاقة الرسمية ستكون من “ساحة شالة التاريخية” بالعاصمة المغربية “الرباط”، صباح غد الجمعة 31 أكتوبر الحالي. على أن يعبر الموكب عدة مدن مغربية ضمنها: “الدار البيضاء”، “مراكش”، “أكادير”، “كلميم”، “العيون”، “بوجدور” وصولا “للداخلة”.

وأكد “بناني” أن الطواف الدولي ليس مجرد حدث رياضي، بل هو قافلة وطنية تحمل رسالة الوفاء والولاء للوطن والملك. مشددا على أن هذه التظاهرة “تجسد قيم المسيرة الخضراء التي وحدت الشعب المغربي حول ثوابته الوطنية”. فالدراجون لا يحملون فقط رايات، بل يحملون في قلوبهم رسالة الوطن الواحد من “طنجة” إلى “الكويرة”.

وشدد ذات المتحدث على البعد الدولي لهذه التظاهرة التي أصبحت موعدا سنويا يجمع بين الرياضة، السياحة والوطنية. مبرزا أن المشاركين الأجانب يعبرون من خلال هذا الحضور وهاته المشاركة عن تقديرهم للمغرب ولمكانة الصحراء المغربية كجزء لا يتجزأ من ترابه الوطني.

تنظيم ندوة صحفية لإطلاق النسخة الـ13 للطواف الدولي "المسيرة الخضراء"
طواف المسيرة الخضراء الدولي

الرياضة في خدمة القضية الوطنية والتنمية

سيعبر طواف هاته السنة مسافة تتجاوز 2000 كيلومتر. فيما يهدف في فلسفته العامة إلى ترسيخ قيم التضامن والانتماء الوطني. إلى جانب التعريف بالمؤهلات الاقتصادية والسياحية التي تزخر بها جهات المملكة. خاصة الأقاليم الجنوبية التي تشكل محور الرحلة.

كما يروم هذا الحدث إلى تعزيز الدبلوماسية الرياضية، إذ سيعرف مشاركة دراجين من دول أوروبية وإفريقية وخليجية. في مبادرة تبرز إشعاع المغرب الدولي واستقراره الأمني والتنظيمي. فالرياضة أصبحت جسرا بين الشعوب، والمغرب يبرهن من جديد على أنه نموذج في التلاحم بين الرياضة والوطنية.

تنظيم ندوة صحفية لإطلاق النسخة الـ13 للطواف الدولي "المسيرة الخضراء"
طواف المسيرة الخضراء الدولي

تاريخ الطواف ومسيرته الرمزية

يعتبر الطواف الدولي “المسيرة الخضراء” من أبرز التظاهرات الرياضية الوطنية ذات الطابع الرمزي. وقد انطلقت نسخته الأولى عام 2012 بمبادرة من “النادي الملكي للدراجات النارية”.

ومنذ ذلك التاريخ، ظل الحدث يشكل مناسبة لتجديد العهد بروح المسيرة الخضراء، التي أعلن عنها جلالة الملك الراحل، “الحسن الثاني”، تغمده الله برحمته، في 6 نونبر 1975. كأحد أعظم ملاحم التحرير في تاريخ المغرب الحديث. واستحضارا لقيمها في الوحدة، والتضامن، والتلاحم. فالمسيرة الخضراء ليست فقط ذكرى وطنية، بل فكر متجدد في خدمة السلام والوحدة. 

وهو ما أكد عليه رئيس النادي، “هشام بناني”، حيث قال: إن الهدف من هذا الطواف هو التعريف بالقضايا الوطنية، وعلى رأسها الوحدة الترابية. مضيفا أن الطواف أصبح منصة سنوية للتبادل الثقافي والرياضي، تجمع بين الشعوب، وتعزز حضور المغرب في الساحة الدولية كرمز للتعايش والانفتاح والسلام.

ويهدف الطواف إلى ربط الأجيال من خلال دمج الرسالة التاريخية بالعمل التطوعي والأنشطة البيئية والاجتماعية التي ترافق الرحلة كل سنة.

تجدر الإشارة، إلى أن “المديرية العامة للأمن الوطني” و”الدرك الملكي” و”الوقاية المدنية” ستؤمن مسار الطواف في إشراف تام بغاية ضمان أمن المشاركين والمواطنين على امتداد المسار.

حدث هام يستلزم مواكبة إعلامية توازي قوة ولحظية زمن الحدث. وأيضا العمق الذي يحمله باعتباره يتزامن مع احتفالات الشعب المغربي بذكرى المسيرة الخضراء. فضلا عن حدث انتظار القرار الأممي يوم غد الجمعة فيما يتعلق بوحدة المغرب الترابية.

فالحدث يحمل أبعادا رمزية  عبر التاريخ والجغرافيا لاستحضار أمجاد المسيرة الخضراء وملهمها جلالة المغفور له “الحسن الثاني”، طيب الله ثراه، وتأكيد مغربية الصحراء. فالطواف ليس مجرد سباق دراجات، بل رحلة وطنية في الذاكرة المغربية، تجدد العهد بين الأجيال على مبادئ الوحدة، التضحية والإخلاص للوطن. لتتجدد عبره رسالة المسيرة الخضراء: “المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها”. فالمسيرة الخضراء قد تكون خضراء في مظهرها، لكنها ذهبية في معناها وعمقها ودلالاتها وما حملته من رسائل وحدة وسلام.

جدير بالذكر أنه وفي مبادرة غير مسبوقة، فقد نظم “النادي الملكي للدراجات النارية”، النسخة الثانية عشر من الطواف الدولي للمسيرة الخضراء، تحت شعار “الصحراء المغربية بعيون عربية”. والتي جابت سبع دول خليجية من “جدة” ب”المملكة العربية السعودية” إلى “دبي” ب”دولة الإمارات العربية المتحدة”.

وسيشكل هذا الطواف في أبعاده العامة جسرا للتواصل بين الماضي المجيد الذي فجر المسيرة الخضراء. والمستقبل الذي يعزز هاته المسيرة بمسيرة أعمق، ألا وهي مسيرة البناء والتنمية. كما أنه دبلوماسية رياضية ناعمة تخدم الوحدة الترابية للمملكة وتعزز التقارب بين الشعوب. لأن المسيرة الخضراء ليست حدثا عابرا بل عنوان تجدد وبناء تنموي ووحدة أمة وكرامة وعزة شعب أبي وفي لشعاره الخالد الله، الوطن، الملك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.