شهدت مختلف المدن المغربية، مساء الجمعة. موجة احتفالات شعبية عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي “القرار رقم 2797” الذي يدعم مقترح الحكم الذاتي للمغرب كحل وحيد واقعي ودائم للنزاع المفتعل.
وقد شكل هذا القرار التاريخي منعطفا جديدا في مسار الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء. وأعاد رسم معالم التوازن السياسي والدبلوماسي في المنطقة.
قرار أممي يؤكد مغربية الصحراء
أقر مجلس الأمن، مساء الجمعة، “القرار رقم 2797″، بأغلبية 11 صوتا من أصل 15. ضمنها “الولايات المتحدة”، (صاحبة الاقتراح)، “فرنسا”، “بريطانيا”، “اليونان”، “كوريا” و”بنما”. فيما امتنعت “الصين” “روسيا” و”باكستان” عن التصويت. وتغيبت الجزائر عن الجلسة.
القرار دعا الأطراف المعنية للانخراط الجاد في محادثات من أجل حل سياسي دون شروط مسبقة على أساس مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب عام 2007. معتبرا إياها الحل السياسي الوحيد الممكن.
فرحة وطنية من طنجة إلى الكويرة
عقب اعتماد القرار، انفجرت موجة احتفالات عارمة شملت مختلف المدن المغربية. من “الرباط” إلى “الدار البيضاء” ف”فاس” وصولا “للعيون” ف”الداخلة”.
حيث خرج المواطنون إلى الشوارع رافعين الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك “محمد السادس”، حفظه الله. مرددين شعارات تؤكد على مغربية الصحراء والإجماع الشعبي على الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
مقاطع الفيديو التي وثقت هاته الأجواء انتشرت بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعي، لتصبح ضمن أكثر المواضيع تداولا على محرك البحث “غوغل”، فيما تصدر وسم #الصحراء_المغربية” قوائم “الترند” في المغرب وعدة دول عربية.
خلفية قانونية وسياسية
يأتي هذا القرار في سياق تنامي الاعتراف الدولي بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية. خصوصا بعد مواقف رسمية من “الولايات المتحدة”، “فرنسا”، “إسبانيا” و”الاتحاد الأوروبي” التي وصفت مقترح الحكم الذاتي بأنه “جدي وذو مصداقية”.
وقد تأسست مرجعية “القرار رقم 2797” على قواعد الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، الداعي إلى تسوية النزاعات بالطرق السلمية. كما أحال القرار إلى المبادرة المغربية لعام 2007 بوصفها الإطار الوحيد الذي “يتماشى مع مبادئ السيادة والوحدة الترابية”.
عقب التصديق توجه صاحب الجلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله. بخطاب سام لشعبه الوفي زف من خلاله بشرى الانتصار الدبلوماسي الكبير. معتبرا أن هاته اللحظة التاريخية جاءت بعد مسيرة من النضال والكفاح من أجل السيادة والوحدة. داعيا الجزائر للحوار والعمل المشترك وبناء اتحاد مغاربي في أجواء البناء والسلم. شاكرا كافة الدول التي ساندت القرار. معطيا توجيهاته السامية للعمل على تفعيل القواعد ذات الصلة بالقرار الأممي.
من جهته قال وزير الشؤون الخارجية المغربي، “ناصر بوريطة”. إن“قرار مجلس الأمن 2797 يؤكد مرة أخرى أن مبادرة الحكم الذاتي هي الطريق الواقعي والوحيد نحو حل سياسي دائم”.
من جانبها، أشادت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، بالتصويت، معتبرة أنه “تأكيد على التزام المجتمع الدولي باستقرار المنطقة تحت السيادة المغربية”.
وهكذا يجني المغرب، اليوم، ثمار سياسة النفس الطويل والدبلوماسية الهادئة التي اعتمدها جلالة الملك “محمد السادس” في إدارة ملف الصحراء. ليطوى ملف 50 عاما من الصراع المفتعل والتهديد المباشر للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
تجدر الإشارة إلى أن الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة ينص على وجوب تسوية النزاعات الدولية بالوسائل السلمية. كما يعتبر قرار مجلس الأمن رقم 1754 لعام 2007، أول قرار اعترف بمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل “جدي وذي مصداقية”. فيما سيرسخ القرار رقم 2797 لعام 2025 الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كأساس وحيد للتفاوض.
القرار وأهميته الاستراتيجية
يشكل “القرار 2797” تحولا نوعيا في مسار القضية، إذ أنهى عمليا مرحلة “تدبير النزاع” ليدخل “المغرب” في مرحلة “ترسيخ الحل”.
وقد شكل الاعتراف الأممي تحولا في موازين القوى داخل مجلس الأمن. حيث صوتت ثلاث قوى نووية كبرى لصالح المبادرة المغربية. حيث يمثل هذا التصويت انتصارا للدبلوماسية المغربية التي اشتغلت على مدار عقدين على تقوية التحالفات وتوسيع دائرة الدعم الدولي.