في خطوة نوعية تعكس الرؤية الملكية السديدة الرامية لتحديث منظومة الصحة ب”المغرب”. وبتعليمات من صاحب الجلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله وولي عهده صاحب السمو الملكي “الأمير مولاي الحسن”، حفظه الله. ستكون العاصمة المغربية، “الرباط”، على موعد مساء اليوم. مع حفل تدشين “المستشفى الجامعي الجديد” ل”مؤسسة محمد السادس للصحة”.
حدث تاريخي وخطوة هامة تروم في أبعادها العامة لتحسين الخدمات الصحية في المملكة المغربية وتعزيز البنية التحتية الطبية.
مشروع يعتبر من أبرز الإنجازات الطبية الحديثة في “المغرب”. حيث يجسد مرحلة متقدمة في تفعيل الورش الوطني لإصلاح قطاع الصحة وتكريس العدالة المجالية في الولوج للخدمات العلاجية.
وفي هذا السياق، لا تزال الاستعدادات على قدم وساق لاحتضان هاته الملحمة الوطنية الصحية. لضمان أن تكون اللحظة في مستوى الحدث.
تجدر الإشارة إلى أن إنجاز هذا المستشفى الجامعي تجسيد فعلي للرؤية الملكية السامية الهادفة لتطوير قطاع الصحة في “المملكة المغربية”. كما أن إنجاز هاته المعلمة الطبية تأتي في سياق تدعيم جهود “المغرب” في تعزيز الرعاية الصحية، مع توفير خدمات صحية عالية الجودة للمواطنين.
فإطلاق هاته المعلمة اليوم يعكس التزام الدولة بتوفير أفضل الخدمات الطبية للمواطنين. وهو ما فتئ جلالته يؤكد عليه في مجمل خطبه وتوجيهاته السامية، الداعية للارتقاء بجودة الرعاية الصحية في المملكة.
مشروع ملكي بمعايير عالمية
يعتبر هذا المستشفى الجامعي الجديد ضمن الجيل الجديد من البنيات التحتية الصحية التي وضعتها المملكة تنفيذا “للمرسوم رقم 2.22.296″، المتعلق بإعادة تنظيم المؤسسات الاستشفائية الجامعية. الصادر في “الجريدة الرسمية عدد 7108″، بتاريخ 21 مارس 2023.
جدير بالذكر، أن المشروع يمتد على مساحة تتجاوز 120 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى 1000 سرير. كما يشتمل على عدة أقسام متعددة التخصصات، ضمنها: الجراحة العامة، طب الأطفال، طب النساء والتوليد، طب القلب والشرايينز والعناية المركزة.
ويضم هذا المستشفى أحدث المعدات التقنية والتجهيزات الرقمية الذكية المعتمدة في مجال التسيير الطبي والإداري. وذلك وفقا لمعايير “منظمة الصحة العالمية”، (WHO). بما في ذلك تزويده بأنظمة الذكاء الاصطناعي لتتبع حالة المرضى وإدارة المواعيد الطبية إلكترونيا.
الرؤية الملكية: الصحة حق أساسي للمواطن
يعتبر هذا المستشفى ثمرة للرؤية الملكية السامية. الذي أكد في أكثر من مناسبة أن “الصحة حق أساسي لكل مواطن، وضمانه واجب على الدولة”.
كما أن المشروع يندرج في إطار البرنامج الوطني لتأهيل العرض الصحي، الذي تم إطلاقه بتوجيهات ملكية سامية عام 2022. الرامي لتحقيق العدالة في الولوج إلى العلاج وتحسين جودة الخدمات في إطار “القانون الإطار رقم 06.22″، المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية.
معلمة ذات دور أكاديمي وعلمي رائد
من المنتظر أن يشكل المستشفى الجامعي الجديد منصة أساسية لتكوين الأطر الطبية والتمريضية، في تنسيق مباشر مع كلية الطب والصيدلة بالرباط. حيث سيساهم في تطوير البحث العلمي الطبي وتبادل الخبرات بين الأطباء والمراكز الدولية.
وتبعا لهاته الفلسفة المولوية السديدة سيتحول هذا المستشفى لمدرسة علمية مفتوحة ومختبر لتطوير المعرفة والخبرة المغربية في مجال الطب الحديث. إضافة لكونه من بين أهم المراكز الجامعية في أفريقيا والشرق الأوسط في مجال الطب الجامعي.
البعد الإنساني والتنموي للمشروع
مشروع يؤكد حرص المغرب على توطين التكنولوجيا الطبية الحديثة بالمغرب. إضافة لتوخيه تقريب الخدمات الصحية من المواطنين، بما يعزز السيادة الصحية الوطنية.ومن المتوقع أن يوفر المستشفى أكثر من 2500 منصب شغل مباشر. كما سيسهم في تحريك الاقتصاد المحلي ل”جهة الرباط – سلا – القنيطرة” من خلال مشاريع موازية في التوريد والصيانة والبحث التطبيقي.
جدير بالذكر أن هاته المعلمة الصحية تأتي في انسجام تام مع الفقرة الثانية من الفصل 31 من دستور 2011. الذي يلزم الدولة بتعبئة الوسائل لتيسير استفادة المواطنين من العلاج والعناية الصحية.