الولايات المتحدة: صراع حركة “ماغا” الداخلي يهدد مستقبلها

العدالة اليوم

العدالة اليوم

 

طفت على سطح الأحداث في الولايات المتحدة صراعات داخلية تهدد بتفجير حركة “ماغا” من الداخل. بأثر كل ذلك على مستقبل “الترامبية” والحزب الجمهوري.

لم تمض فترة قصيرة عن النشوة التي رافقت عودة “دونالد ترامب” للبيت الابيض. حتى تفجرت انقسامات داخلية حادة داخل حركة “ماغا”، أكبر مناصري “ترامب”. والتي أوصلته لسدة الحكم.

صراعات تجاوزت الشق الإيديولوجي للتفجر لتصل لصراعات شخصية تهدد مستقبل الحركة وبالتالي التحالف الذي جعل نجاح “ترامب” ممكنا.

وعلى الرغم من محاولة الرئيس الامريكي،”دونالد ترامب”. التظاهر ب”اللامبالاة” أزاء ما يقع. حيث ذكر مؤخرا مشاهدي قناة “فوكس نيوز” قائلا: “لا تنسوا، “ماغا MAGA” كانت فكرتي. أنا أعرف ما تريده أفضل من أي شخص آخر. و”ماغا” تريد أن ترى بلدنا يزدهر”.

وعلى الرغم من عدم التشكيبك في كون “ترامب” من مؤسسي “ماغا” الفعليين والأساسيين. إلا انه لا يمكن نفي أن المعركة في “ماغا” اندلعت وتهدد بالتالي بمستقبل استمرارها.

معركة قائمة بين أولئك الذين يعلمون أن “ترامب” انتهى، لأنه لا يمكنه الترشح لولاية ثالثة خلال عام 2028 بموجب الدستور الامريكي. وأولئك الذين يدركون أن سلطت “ترامب” بدأت تتصدع.

صراع لا يتعلق بأتباع “ترامب” المخلصين والمتشددين الذين يكررون كلماته كأنها طقوس إنجيلية. كما أنه لا يقع ضمن الدوائر السياسية التقليدية مثل “الكونغرس”. بل أن الصراع يدور داخل النظام البيئي الفريد لهذه الشعبوية القومية. المتواجد بشكل أساسي على الإنترنت.

معركة تشتعل حول دلالات “النقاء”. وتحديدا بتعريف المفهوم التأسيسي ل”أمريكا أولا (America First)”. والتي تضم فصائل ترى في الرئيس مجرد وسيلة لتحقيق أفكارها.

وقفة حول حركة “ماغا” (MAGA)

حركة “ماغا” (MAGA) اختصار لعبارة إنجليزية تعني “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى (Make America Great Again)”. وهي حركة سياسية أمريكية شعبوية وقومية ظهرت ونمت بشكل أساسي مع حملة “دونالد ترامب” للانتخابات الرئاسية عام 2016.

النشأة والترسخ

بدأت الحركة كشعار انتخابي أطلقه “دونالد ترامب”، لتتحول لاحقا لحركة سياسية واسعة النطاق تشمل مؤيدين من مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية.

قاعدة الحركة الإيديولوجية تقوم حول مفهوم “أمريكا أولا (America First)”. حيث تؤيد بشكل عام سياسات الحماية الاقتصادية، الحد من الهجرة، معارضة العولمة والتشديد على القيم الأمريكية التقليدية.

وتهدف الحركة إلى ما أسمته “استعادة الولايات المتحدة. حيث يرى أعضاؤها أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها العالمية وهويتها. وأن الهدف هو إعادة أمريكا إلى ما يعتبرونه “عظمتها” السابقة.

تجدر الإشارة إلى أن القاعدة الجماهيرية للحركة تتشكل بقوة مؤثرة ضمن الحزب الجمهوري. حيث تضم قاعدة كبيرة من الناخبين المحافظين والمتشددين. إذ يتم وصفها بالتطرف، خاصة بعد تورط بعض أنصارها في أحداث عنف، في وقت سابق. أبرزها اقتحام مبنى الكابيتول في شهر يناير من 2021.

ويعتبر “ترامب” المؤسس الفعلي للحركة وقائدها الأبرز. إلا أن هناك صراعات داخلية اشتعلت ولا زالت مستمرة تهدد مستقبلها وتعريفها الأيديولوجي بعد انتهاء فترة رئاسته. عاكسة مواقف يمين متشدد يسير نحو مزيد من التشدد يهدف لتشكيل السياسات الأمريكية والمجتمع وفق رؤية محافظة وقومية متمركزة حول شخصية “ترامب”، في الوقت الراهن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.