المنتخب المغربي يفتتح مشواره في رحلة “الكان الأفريقي” بانتصار رقما وعدم إقناع أداء

محمد حميمداني

محمد حميمداني

 

حقق “المنتخب الوطني المغربي” فوزا على نظيره “منتخب جزر القمر” بهدفين دون رد في افتتاح منافسات “كأس الأمم ‌الإفريقية لكرة القدم”. المقامة حاليا في المغرب في نسختها 35.  

جاء ذلك خلال المباراة التي جمعت المنتخبين، لحساب المجوعة الاولى، اليوم الأحد، على أرضية “المجمع الرياضي مولاي عبد الله” في “الرباط”.  

اللقاء حضره ولي عهد المملكة المغربية، صاحب السمو الملكي “الأمير مولاي الحسن” ورئيس “الاتحاد الدولي لكرةالقدم” ورئيس “الكنفدرالية الأفريقية لكرة القدم”. إلى جانب شخصيات أخرى كروية ونجوم عالميين. 

الشوط الأول من اللقاء تميز بسيطرة مطلقة للنخبة المغربية وانكماش دفاعي كلي ل”منتخب جزر القمر”. مع تسجيل إهدار “سفيان رحيمي” لركلة جزاء أعلن عنها الحكم ، في الدقيقة 11 من اللقاء. بعدما تصدى لها “بانيك باندور”، حارس مرمى “جزر القمر. الذي كان نجم المنتخب الأول بمنعه الكرة من الدخول لمرماه في أكثر من مناسبة. 

وانتظر المنتخب المغربي الشوط الثاني من اللقاء ليوقع هدفه الأول بواسطة النجم “إبراهيم دياز” الذي كان نجم اللقاء، في الدقيقة 55 بعد تمريرة طويلة داخل منطقة الجزاء من “سفيان أمرابط”، سيطر عليها “نصير مزراوي” قبل أن يمررها ل”دياز” الذي أودعها الشباك “القمرية”.

وضاعف “المنتخب المغربي” النتيجة في الدقيقة 74، بعدما أرسل “أنس صالح الدين” تمريرة ‌رائعة لزميله “أيوب الكعبي” الذي لعبها بضربة خلفية مزدوجة مودعا إياها في الشباك.

وبهاته النتيجة، يحقق “المنتخب الوطني المغربي”، الساعي للتتويج بلقبه الثاني في البطولة بعد نسخة عام 1976. الأهم وهو ثلاث نقاط المباراة في مسيرته الأولى ضمن المجموعة، التي أيضا تضم منتخبي “مالي” و”زامبيا”، فيما بقي “منتخب جزر القمر” بلا نقاط.

افتتاح تاريخي رسمي لكأس أمم أفريقيا 2025 

وقد سبق لقاء المنتخب المغربي ونظيره “القمري” حفل افتتاح رسمي على وقع الألوان والإيقاعات التي تعكس تعدد الثقافات في “المغرب” إيذانا ببدئ العرس الكروي القاري.

حفل عرف مشاركة العديد من الفنانين المغاربة والأفارقة. وهو ما أضفى على الافتتاح ألوانا مميزة. مع تقديم عروض موسيقية ورقصات تعكس التراث المغربي والأفريقي.

تقييم اللقاء والأداء 

على الرغم من تحقيق المنتخب المغربي الأهم وهو الانتصار خلال اللقاء الافتتاحي. إلا أن أداء النخبة المغربية كشف عن مجموعة من النواقص. فضلا عن مجموعة من الاخطاء الدفاعية القاتلة التي كادت إحداها أن تكلف المنتخب الهدف هدفا لولا تألق الحارس “بونو”.   

الجمهور المغربي الذي حضر اللقاء بكثافة لن يقبل قسمة النتائج على اثنين، ولن يرضى بغير الظفر بهاته النسخة وإزالة العقدة معها التي لم يظفر بها منذ السبعينيات. إذ وعلى الرغم من التألق عالميا إلا أن المنتخبات المغربية وجدت صعوبة في تحقيق الحلم بالظفر بالكأس القارية. 

فشل في تحقيق إنجازات في “الكان الأفريقي” 

فشل المنتخب المغربي في معانقة الكأس القارية على الرغم من تصنيفه كأبرز منتخب للظفر بها. وهكذا وخلال نسخة عام 2023، وبوجود نجوم كبار قادمة بعد شهر واحد من إنجاز مونديال قطر، غادر المنتخب البطولة من دور ال16 أمام “جنوب إفريقيا”، بعد انهزامه بحصة هدفين دون رد. وفي نسخة 2021 خرج من ربع النهائي على يد منتخب مصري “متذبذب”. ونفس المشهد حصل عام 1986، أمام نفس المنتخب ولكن من مرحلة نصف النهائي.

وفي عام 1998، ودع المنتخب المغربي البطولة من ربع النهائي على يد “جنوب إفريقيا”.  

إحباطات متتالية على الرغم من التألق الكبير للمنتخب المغربي خلال كأس العالم ولد حالة من الإحباط المتكرر. والغضب على فقدان البريق كلما جاءت بطولة إفريقيا الكبرى.

فهل سيحقق المنتخب الحالي الحلم الذي امتنع منذ 50 عاما ويسعد الجماهير، خاصة وأنه يلعب على أرضه ووسط جماهيره؟ 

الوقائع التي تابعناها في لقاء اليوم تطرح أكثر من علامة استفهام، لأن الانكماش الدفاعي ستواجه به النخبة المغربية في كل لقاءاتها، مع عجز “وليد الركراكي” عن إيجاد الحلول. خاصة وأن التعاطي مع هاته الوضعيات تتطلب السرعة في التحول وبناء العليات. وهو ما عجز عنه “أسود الأطلس” خلال لقاء اليوم. إذ تميز البناء بالطئ في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم.  

كما ان الضغط الجماهير واحتلال المنتخب المغربي الرتبة 11 عالميا لا يمكن اعتبارها مبررات للأداء الذي وقع عليه المنتخب اليوم. والذي يفرض تصحيحه خلال القادم من المباريات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.