تدخل عامل “قلعة السراغنة” ينهي فصول معاناة نزيلات “دار السراغنة” بمراكش

أيوب الحجام

أيوب الحجام

 

اتصالا باحتجاجات الطالبات المقيمات ب”دار السراغنة” بمراكش، اللواتي التحفن السماء تحت زخات المطر والبرد القارس، ليلة أمس. لاحت بوادر انفراج في الأزمة القائمة التي هددت استقرار المحتجات الدراسي.  

جاء هذا الانفراج عقب تدخل عامل “عمالة إقليم قلعة السراغنة”، “سمير اليزيدي”. شخصيا لحلحلة المشكل وإيجاد حل منطقي للأزمة القائمة.   

خطوة تعكس حرص السلطات الإقليمية على تأمين المستقبل الأكاديمي لفتيات الإقليم. حيث أوفد عامل الإقليم لجنة رفيعة المستوى، انتقلت بصفة عاجلة لمقر الدار ب”مراكش”.  

وقد ضمت اللجنة كلا من رئيس قسم العمل الاجتماعي ورئيس قسم التعمير بالعمالة. حيث فتحت هاته الأخيرة حوارا مباشرا ومسؤولا مع الطالبات المعتصمات للاستماع لمطالبهن التي وصفت بالمعقولة والمشروعة.  

اللقاء خلص لتقديم وعود رسمية وتطمينات جادة بتحقيق مطالب المحتجات في أقرب الآجال. الامر الذي أعاد الهدوء والطمأنينة للنفوس بعد ليلة عصيبة من الاحتجاج وما رافقه من توجس لدى عائلات الطالبات وأسرهن. 

وكان فرض مبلغ 900 درهم شهريا لاستفادة النزيلات من الوجبات الغذائية قد فجر موجة من الغضب. حيث اعتبرته المحتجات عبئا تعجيزيا يتجاوز القدرة الشرائية لأسرهن الفقيرة.  

وقد أثمرت الاتصالات المكثفة التي أجراها عامل الإقليم عن نتائج ملموسة. حيث تم التنسيق بشكل شخصي مع المدير العام للأحياء الجامعية لتمكين طالبات “دار السراغنة” من الحصول على بطاقات المطعم ب”الحي الجامعي” ب”مراكش”. ما سيتيح لهن الاستفادة من الوجبات الغذائية المدعمة ويخفف عن كاهلهن المصاريف الباهظة التي ترهق مسارهن التعليمي. 

مراكش: الحوار ينهي اعتصام طالبات “دار السراغنة” تحت زخات المطر

وبالتوازي مع هاته الحلحلة التي عرفها الموضوع، عقدت اللجنة لقاء مع رئيسة الجمعية المسيرة ومديرة الدار. قضى بفتح مقصف صغير داخل المؤسسة لتمكين الطالبات من اقتناء حاجياتهن الأساسية بيسر. مع التأكيد على حقهن في الولوج إلى مطبخ الدار لاستخدامه في إعداد وجباتهن الذاتية بشكل مستقل.  

وهكذا تطوي هاته التدخلات المسؤولة، التي تعكس صورة السلطة الإقليمية المطلوبة. صفحة التصعيد الميداني الذي انطلق، ليلة الثلاثاء. ناقلة أهمية تضافر الجهود لضمان استقرار هذا المرفق الاجتماعي. حماية للطالبات من أي إكراهات مادية قد تعصف بمستقبلهن الدراسي في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة. بما تعمق من ازمة الانقطاع عن الدراسة خاصة لدى الفتيات التي تشكل نقطة سوداء في سجل المغرب على الصعيد العالمي.

تجدر الإشارة إلى أن انقطاع الفتيات عن الدراسة بالمغرب يعتبر ظاهرة مستمرة ومركبة، خاصة في الأرياف. حيث تعود أسبابها لظروف اقتصادية (فقر، تشغيل الأطفال). واجتماعية (زواج القاصرات، أدوار البيت التقليدية). وجغرافية (بعد المدارس، نقص النقل والداخليات).

وعلى الرغم من جهود المسؤولين لتقليص العدد واسترجاع المنقطعين. إلا أن التحديات لا تزال قائمة وتتطلب حلولاً شاملة تركز على البنية التحتية والدعم الاجتماعي وتفعيل القانون. خصوصاً في باب حماية الفتيات القرويات من الزواج المبكر، وفقاً تقارير وأرقام حكومية ومنظمات دولية. 

مراكش: الحوار ينهي اعتصام طالبات “دار السراغنة” تحت زخات المطر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.