باريس: بعد عام بالتمام والكمال من الصمت والدعم المباشر للكيان الصهيوني. وأمام فشل “إسرائيل” عن تحقيق الانتصار في “غزة” كما في “لبنان”. ولا أي من أهدافها المعلنة. سواء تلك المتصلة باستعادة الأسرى أو القضاء على حركة “حماس”. وتسيير رحلات نقل الأسلحة يوميا للكيان المحتل. خرجت فرنسا في شخص “ماكرون” في خطوة مفاجئة تحمل أبعادًا دبلوماسية كبيرة بدعوة لإيقاف تزويد “إسرائيل” بالأسلحة. وذلك ارتباطا بما ترتكبه من مجازر متحركة في “غزة” والتي وصل عدد إجرامها فيها 41.825 شهيدا ونفس الشيء في الضفة الغربية ولبنان.
وهكذا فقد دعا الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، أمس السبت. لوقف تسليم الأسلحة ل”إسرائيل”، مؤكدا أن الأولوية القصوى الآن هي للحل السياسي لإنهاء الصراع المشتعل منذ عام. قائلا إن الحل العسكري لن يؤد إلى استقرار دائم.
وقال في تصريحات لإذاعة “فرانس أنتر”: إن “الأولوية، اليوم. هي العودة لحل سياسي. والكف عن تسليم الأسلحة لخوض المعارك في “غزة”. مضيفا أن فرنسا “لا تقوم بتسليم أسلحة لإسرائيل”. ومؤكداً أن استمرار التصعيد لن يخدم مصلحة أي طرف.
موقف متباين من الدول الغربية
تأتي هذه التصريحات في ظل سيادة مواقف متعارضة داخل المعسكر الغربي الداعم ل”إسرائيل” وعدوانها. وهي مواقف لا تعكس الواقع على الأرض خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا. اللتين سبق أن اعلنتا إيقاف تزويد “إسرائيل” بانواع معينة من الأسلحة. بسبب ما قالتا “مخاوف من استخدامها في انتهاكات للقانون الإنساني الدولي”. وهي مواقف يكذبها الواقع الميداني. إذ أن اسلحة الإجرام المستخدمة في حرب الإبادة هي غربية بامتياز، أمريكية، بريطانية، فرنسية، ألمانية وإيطالية…
الحاجة لوقف التصعيد
عبّر ماكرون عن أسفه لعدم وجود تقدم دبلوماسي نحو وقف لإطلاق النار. معتبراً أن عدم الاستماع إلى الدعوات لوقف التصعيد يمثل خطراً على مستقبل الأمن في المنطقة. وأضاف أن استياء الرأي العام في المنطقة يتزايد نتيجة استمرارية النزاع وتصاعد العنف.
الأكيد أن هاته المواقف المعلنة تأتي عقب فشل الكيان المحتل في تحقيق اهدافه. وخشية الغرب من تحول الصراع إلى صراع إقليمي قد تجد دوله نفسها محشورة فيه. وهو ما يمكن أن يكلفها الكثير ويهدد مصالحها وأمن قواتها المنتشرة في المنطقة.
تجنب تصعيد أوسع
وشدد ماكرون على ضرورة تجنب تكرار سيناريو “غزة” في “لبنان”. مبرزا أن الشعب اللبناني “لا يجب أن يُضحي به في هذا الصراع”.
تأتي هذه التصريحات متزامنة مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي، “جان نويل بارو”. للشرق الأوسط، في مسعى للعب دور سياسي دبلوماسي لتحقيق التهدئة في المنطقة.