عيد الاستقلال: ملحمة تاريخية تجسد التلاحم الوطني ورؤية مغرب المستقبل
العدالة اليوم
يخلد المغرب، يوم الإثنين 18 نونبر، الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال المجيد، وهو محطة تاريخية بارزة تعكس أسمى معاني التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي في كفاحهما البطولي لتحرير الوطن من الاستعمار. يحمل هذا الحدث الوطني معاني عميقة للوطنية الصادقة. حيث يمثل مناسبة للاحتفاء بإنجازات الماضي واستلهام قيم التضحية والنضال التي شكلت أساس بناء دولة مستقلة وموحدة.
محطات بطولية في مسيرة التحرير
تميزت مسيرة الكفاح الوطني بمحطات فارقة. من الانتفاضات الشعبية مثل معارك الهري. أنوال، وبوغافر، إلى معركة استرجاع الأقاليم الجنوبية عبر المسيرة الخضراء. لعبت الحركة الوطنية دورًا محوريًا في نشر الوعي الوطني . والدفاع عن القضية المغربية في المحافل الدولية. مما عزز صمود المغاربة أمام سياسات القمع ونفي السلطان محمد الخامس وأسرته الشريفة.
شكلت “ثورة الملك والشعب” في 20 غشت 1953 نقطة تحول حاسمة. حيث جسدت أروع صور الوحدة الوطنية. دفعت المقاومة البطولية المستعمر إلى الاعتراف بحق المغرب في استقلاله. والذي تُوج بعودة السلطان محمد الخامس يوم 18 نونبر 1955، معلنًا انتهاء عهد الحماية وبداية مرحلة بناء مغرب حر ومستقل.
استكمال الوحدة والبناء
واصل الملك الراحل الحسن الثاني مسيرة والده، مستكملاً تحرير الأراضي المغربية باسترجاع سيدي إفني والأقاليم الجنوبية. كما قاد جهود بناء دولة القانون والمؤسسات الحديثة. مما عزز مكانة المغرب إقليميًا ودوليًا.
وفي السياق ذاته. يواصل الملك محمد السادس هذه المسيرة من خلال التركيز على التنمية المستدامة وتعزيز الوحدة الوطنية. يضع العنصر البشري في صلب السياسات الاقتصادية والاجتماعية. مستهدفًا بناء مغرب حديث يسير بخطى ثابتة نحو مصاف الدول المتقدمة.
مناسبة لتأمل الماضي وتطلعات المستقبل
يمثل الاحتفال بعيد الاستقلال فرصة لاستحضار أمجاد الماضي واستلهام قيم التضحية والتضامن التي مهدت الطريق لتحرير الوطن. كما تعد مناسبة لتعزيز روح المواطنة. تحصين المكتسبات الديمقراطية. ومواصلة مسيرة البناء والتحديث لتحقيق تنمية شاملة تحت قيادة حكيمة.
عيد الاستقلال ليس مجرد ذكرى. بل هو تأكيد على استمرار مسيرة المغرب نحو المستقبل بخطى واثقة تجمع بين عراقة التاريخ وتطلعات الحاضر.