أفقر رئيس في العالم: وداعا لمواطني بلدي ولمن عرفوني علينا أن نتعلم احترام المخالفين
العدالة اليوم
العدالة اليوم
في لحظة مؤثرة، أعلن رئيس “أوروغواي” السابق، “خوسيه موخيكا”. المعروف بلقب “أفقر رئيس في العالم”. استسلامه للمرض الخبيث الذي غزى جسده.
وكان “موخيكا” قد بدأ رحلة معاناة من الإصابة بسرطان “المريء”، منذ أبريل الماضي. حيث أجرى 32 جلسة علاجية، غير أن المرض عاد ليسكن كبده. وهو الامر الذي دفعه للاعتراف بأنه “لم يعد يقوى” على مقاومة هذا المرض الخبيث، وفق ما قاله في مقابلة صحافية مؤثرة، تم إجراؤها أمس.
وهكذا وفي حديث أجرته معه مجلة ” بيسكويدا Búsqueda”، الصادرة في العاصمة مونتيفيديو. قال “موخيكا”: “انتهت دورة حياتي. أنا أحتضر الآن، وللمحارب حق في الراحة”.
وعلى الرغم من نبرته الهادئة والمطمئنة، لم تخلُ كلماته من ألم الفراق. حيث أفاد بأنه يودّع شعب “الأوروغواياي” ومن عرفوه حول العالم. قائلاً: “وداعاً، مع عناق للجميع”.
تجدر الإشارة إلى أن “موخيكا”، البالغ من العمر 90 عاما. كان قد رفض الإقامة في القصر الرئاسي بعد انتخابه رئيسًا خلال الفترة الممتدة من 2010 وإلى غاية 2015. كما تبرع بـ90% من راتبه للجمعيات الخيرية. وظل يعيش في مزرعة صغيرة مع زوجته وكلبته المخلصة.
اشتهرت سيارة الـ”فولكس فاغن”، موديل 1987. التي كان يقودها بنفسه. حيث عرض عليه ثري عربي مبلغ مليون دولار لشراء تلك السيارة. لكنه رفض العرض بشدة قائلاً: “لن نبيعها أبداً. ستبقى في المرآب ما دمت حياً”.
وعلى الرغم من التعافي واختفاء الورم السرطاني بعد العلاج الإشعاعي والكيميائي. إلا أنه عاود الظهور مرة أخرى ليقتحم كبده منذ شهرين.
وأوضح “موخيكا” أنه طلب من الأطباء عدم إطالة معاناته، قائلاً: “أنا مسن ولن أتحمل العلاج أو الجراحة بعد الآن. سأموت عندما يحين دوري”.
في رسالته الأخيرة، قال موخيكا: “ما أريده هو أن أقول وداعا لمواطني بلدي ولمن عرفوني في الخارج. علينا أن نتعلم احترام الذين يفكرون بشكل مختلف”، مضيفاً: “لا أريد المزيد من المقابلات، أطلب فقط أن أُترك وحدي لأقضي ما تبقى من حياتي في سلام”.
ودون “خوسيه موخيكا” اسمه كرمز للنزاهة والتواضع. فلم يكن هناك في بيته من يخدمه سوى زوجته. كان يتنقل أحيانًا على دراجة ويعيش حياة بسيطة، حتى أثناء توليه الرئاسة. وقد اختار أن يُدفن في مزرعته الصغيرة بجانب كلبته “مانويلا”، مفضلاً بذلك نهاية هادئة لحياته الاستثنائية.