جهود أمنية جبارة في مقابل انتشار مكثف للبطالة بمنطقة “الفداء مرس السلطان” أية مفارقة؟
أحمد أموزك
أحمد أموزك
الفداء مرس السلطان/ المغرب – تعد منطقة “الفداء مرس السلطان” من أقدم وأكبر المناطق في مدينة “الدار البيضاء”. حيث تتميز بكثافة سكانية عالية وتنوع اجتماعي واقتصادي. إذ تضم المنطقة أحياء سكنية عتيقة مثل “درب الكبير”، “درب بوشنتوف”، “حي القريعة” و”حي الأحباس”. وهو ما يجعلها تواجه تحديات أمنية متعددة مثل الجريمة المنظمة، السرقات وتجارة المخدرات.
وللإجابة على هاته الإكراهات الكبيرة. تعمل المديرية الإقليمية للأمن الوطني، برآسة العميد الإقليمي، “عبد الكريم وسيط”. على تنظيم حملات أمنية بهدف تعزيز الاستقرار وحماية الممتلكات والمواطنين. والأمر لا يتعلق بعمليات مداهمة، بل بجزء من استراتيجية شاملة تنتهجها المديرية.
ويقفز إلى واجهة هاته الإجراءات التصدي للجريمة المنظمة بكل أنواعها، من تجارة للمخدرات إلى السرقات والاعتداءات الجسدية. حيث يتم التركيز عبر هاته الحملات على محاربة المجموعات الإجرامية النشطة في المنطقة.
كما تعد مكافحة المخدرات من الأولويات القصوى التي تواجهها المديرية. ونتيجة هذا الجهد فقد تقلصت نسبة الاتجار في المخدرات بالمنطقة. وذلك اعتمادا على عناصر ميدانية ذات خبرة في مجال تفكيك شبكات تهريب المخدرات.
التحديات الاجتماعية والأمنية
تشكل البطالة أبرز التحديات التي تعيشها منطقة “الفداء مرس السلطان”. حيث تعاني المنطقة من ارتفاع معدلات البطالة. وهو ما يزيد من الضغوط الاجتماعية ويشكل تحدياً أمنياً إضافياً.
فتحقيق الأمن الشامل يستلزم تضافر جهود السلطات الأمنية والمجتمع والسلطات المحلية. كما أن المجالس المنتخبة مطالبة بإيجاد حلول لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل ودعم التنمية المحلية.
الفداء مرس السلطان: قلب الدار البيضاء النابض
تعتبر منطقة “الفداء مرس السلطان” قلب الدار البيضاء التجاري. إذ تحتوي على أسواق تجارية كبرى. وعلى الرغم من ذلك، لا يُشارك أبناء المنطقة بشكل كبير في هاته الأنشطة الاقتصادية.
وتعتبر الحملات الأمنية المنظمة على صعيد “الفداء مرس السلطان” جزءاً حيوياً من الجهود الرامية لتعزيز الاستقرار ومكافحة الجريمة. إلا أن الحلول الأمنية وحدها ليست كافية، فالأمر يتطلب تدخلات اجتماعية واقتصادية لمواجهة تحديات البطالة والفقر.