المغرب: بعد فاجعة “ريان” تتفجر فاجعة “بركان” المأساة واحدة والمسؤول واحد لكنه حر طليق
محمد حميمداني
محمد حميمداني
بركان، المغرب ـ اهتزت “بركان”، أمس، على حادث مفجع جديد ينضاف لفاجعة الطفل “ريان” التي هزت الرأي العام الوطني والعالمي. وعرفت مواكبة إعلامية دولية كبيرة.
فقد قضت طفلة صغيرة وفارقت عالم البراءة بعد أن جرفتها السيول. ليبقى المتهم الأصلي في المأساة هو النظام التدبيري الفاسد الذي لا يقيم أدنى اعتبار لا للبشر ولا للحجر ولا للإنسان وكرامته. ولا لضمان أدوات استمراره وحياته في ظروف جيدة.
بالأمس استفقنا على مأساة هزت العالم فتوجهنا لإغلاق الآبار. لكن المأساة تفجرت من جديد، فماذا سنغلق هاته المرة. ربما سيكون الحل الأنجع هو إغلاق الأفواه عن الحديث عن التقدم والتنمية وضمان حقوق الأفراد كما الجماعات.
بالامس فقدنا أثر الطفل “ريان” وفجرت ابتسامته آلاف الأسئلة الحارقة. لتبقى كلها وصمة عار على جبين المسؤولين عن التدبير. لتتفجر هاته المرة مأساة أخرى من قلب “بركان” لتنتشل عناصر الوقاية المدنية بعد جهد مضن من البحث جثة البراءة المغتصبة طفولتها، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.
فهل بالفعل سقطت الطفلة في بالوعة “قادوس” أثناء تجولها مع والدها في المنطقة. لتجرفها السيول الناتجة عن التساقطات المطرية الغزيرة التي ضربت المنطقة، أمس الخميس. أم أننا أمام سقوط من نوع آخر للمنظومات التدبيرية التي تعبر في كل مرة عن فشلها.
الأكيد أن رجال الوقاية المدنية لا يستحقون إلا التنويه والثناء والشكر على مجهوداتهم الكبيرة في إنقاذ والد الطفلة الضحية، والوصول للطفلة لكن جثة هامدة. لتبقى هاته المأساة وصمة عار على جبين مدبري الشأن المحلي والإقليمي. لأن قطرات من رحمة رب العالمين كانت كفيلة لتحرك الراكد وتعري بالتالي زيف الخطابات الرسمية المتبجح بها ونحن نتطلع لتنظيم كأسي أفريقيا 2025 والعالم 2030.
بالتكبير “الله أكبر” تم انتشال جثة الطفلة من “واد شراعة” القريب من المدينة. ومسحة من الأحزان الممزوجة بالغضب تعتري الوجوه. المتفجرة عيونها أسئلة عن وقائع ذرامية دونت فصولها التجارب التدبيرية الفاسدة التي لم تصلح مجريات مياه فكيف لها أن تصلح مجريات حياة وتضمن تنمية هي المسؤولة عن وأدها مع سبق الإصرار والترصد.