#إيران – تجري المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة النووية في ظل ظروف حساسة ومتوترة للغاية. وتُعد قضية تخصيب اليورانيوم، التي تعتبرها “إيران” خطًا أحمر وحقًا أساسيًا وفق معاهدة حظر الانتشار النووي. وهي نقطة الخلاف الرئيسية مع “واشنطن” التي تطالب بوقف هذا النشاط بشكل كامل. هاته الخلافات، إلى جانب الضغوط الداخلية والخارجية والبيئة الإعلامية المتوترة، جعلت مسار المفاوضات معقدًا للغاية.
وتؤكد الصحف الإيرانية مثل “ستاره صبح” أن المفاوضات لن تفشل وأن الخيار الوحيد هو التوصل لاتفاق، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية. حيث تقول: إن المفاوضات لن تفشل/إيران وأمريكا لا خيار أمامهما سوى التفاوض والتوصل لاتفاق. مؤكدة على قرار النظام الاستراتيجي بمواصلة المفاوضات رغم التحديات.
وأبرزت الصحيفة أن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، خصوصًا ارتفاع معدلات التضخم، تدفع النظام للاستمرار في الحوار والسعي للتوصل إلى اتفاق. مشيرة لنقاط الخلاف الجوهرية مثل مستوى التخصيب وآليات الرقابة الدولية التي قد تعرقل التقدم.
من جهتها، أوضحت صحيفة “هممیهن” الإيرانية أن الصعوبة تكمن في رفض “الولايات المتحدة” حق “إيران” في التخصيب. مع وجود ضغوط إقليمية ودولية وتزايد الضغوط الإعلامية، خاصة في ظل دور “عمان” كوسيط.
حيث تناولت الصحيفة أسباب صعوبة التوصل لاتفاق نووي بين “إيران” و”أمريكا”. مع إصرار “إيران” على حقها في التخصيب ورفض “الولايات المتحدة” الأمر. مشيرة لدور “عمان” كوسيط والضغوط الإقليمية والإعلامية التي تزيد من تعقيد المفاوضات.
ووصفت صحيفة “اعتماد” المفاوضات بأنها في حالة غموض. مع احتمالات كبيرة للجمود أو التقدم. من خلال تناولها لآفاق المفاوضات بين الجمود الدبلوماسي وفرصة هشة. مؤكدة إمكانية وصول المفاوضات إلى طريق مسدود أو فرصة للتقدم. مشددة على ضرورة تجاوز الكليشيهات والمرونة في المواقف لتسهيل التوصل إلى اتفاق.
وتتحدث “آرمان امروز” عن احتمال التوصل إلى اتفاق مؤقت يفتح آفاق التسوية، من خلال مقال تحت عنوان “همسات اتفاق مؤقت بين إيران وأمريكا”. معتبرة أن الاتفاق المحتمل يمكن أن يمهد الطريق لحل الأزمة واستمرار المفاوضات.
وأكدت “رسالت” في مقال حمل عنوان “ماهية المفاوضات” أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل الأزمة النووية ويجب أن تستمر بجدية. فيما تساءلت “فرهیختگان”، هل كان اقتراح تشكيل اتحاد من عمان؟ ولماذا لا تصل المفاوضات إلى نتيجة؟ متحدثة عن دور “سلطنة عمان” في الوساطة واقتراح تشكيل اتحاد لتسهيل المفاوضات. واقفة حول أسباب فشل المفاوضات، مثل الخلافات حول التخصيب وانعدام الثقة. وفي مقال آخر بعنوان “الأوروبيون يمنحون جوائز ضد إيران في وقت اعتقال امرأة إيرانية”. سلطت الصحيفة الضوء على التناقض في مواقف أوروبا تجاه “إيران” وتأثير ذلك على أجواء المفاوضات.
أما صحيفة “جوان”، وفي مقال تحت عنوان “أي وسط؟! ونقد السياسات الداخلية”. فقد وقفت حول مواقف مختلفة في المفاوضات وتناقضات السياسة الخارجية الإيرانية. مع نقد للسياسات الداخلية التي تؤثر على مسار الحوار. واعتبرت في مقال آخر أن الهدف الأقصى لأمريكا في المفاوضات النووية هو ممارسة أقصى قدر من الضغط لتقييد البرنامج النووي الإيراني. وهو ما يعقد المفاوضات.
تجري المفاوضات النووية بين “إيران” و”الولايات المتحدة” في ظل تعقيدات كبيرة. حيث تركز الخلافات على حق “إيران” في التخصيب. مع وجود بيئة من عدم الثقة والضغوط الإقليمية والدولية.
وتفاعلا مع هاته المعطيات أكدت الصحف الإيرانية بمختلف توجهاتها على ضرورة استمرار المفاوضات والسعي لإيجاد حلول وسط. لكنها في الوقت ذاته أشارت إلى التحديات والمخاطر الكبيرة.
والملاحظة الأساسية التي يمكن تسجيلها هي أن سياسة إيران الخارجية في هذا الملف تتأرجح بين الحفاظ على حقوقها النووية ومواجهة الضغوط الخارجية. والحاجة إلى مرونة دبلوماسية. ففشل المفاوضات قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الداخلي والموقع الإقليمي لإيران. في حين أن اتفاقًا هشًا قد يوفر فرصة لتخفيف التوترات وإعادة بناء العلاقات الدولية. فمستقبل هذه المفاوضات يعتمد بشكل كبير على قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات والتفاوض بمرونة.
وفي هذا السياق، يؤكد العديد من المحللين أن استمرار المفاوضات يتطلب من الطرفين تجاوز الكليشيهات وتقديم تنازلات، الأمر الذي يبدو صعبا في الوقت الراهن على الرغم من حاجة “إيران” لاتفاق يساعدها على مواجهة أزماتها الداخلية.
تجدر الإشارة إلى أن قضية النووي الإيراني تعتبر من المسائل التي تحكمها اتفاقية معاهدة حظر الانتشار النووي، التي تضمن حق الدول الأعضاء في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. ولكنها تفرض قيودًا على التخصيب وتضع إطارًا للرقابة الدولية. مما يفرض على “إيران” الالتزام بشروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية. مع تعريض نفسها في حالة حصول أي خرق أو محاولة لخرق تلك الشروط لعقوبات دولية. باعتبار أن الخطوة تشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي. علما ان نجاح المفوضات أو فشلها سيؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة ويمهد الطريق أمام استئناف العلاقات الدولية، أو تصعيد التوترات.