#الرباط، المغرب – في تطور جد هام ذا صلة بقضية الصحراء المغربية. عبر “جاكوب زوما”، الرئيس السابق ل”جنوب إفريقيا” وزعيم حزب “أومكونتو وي سيزوي”. تأييده للمقترح المغربي للحكم الذاتي. معتبرا إياه حلا واقعيا يضمن حكامة محلية من قبل سكان المنطقة. مع الحفاظ على سيادة المغرب.
جاء ذلك عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، “ناصر بوريطة”. حيث أكد أن الحزب يعترف بالسياق التاريخي والقانوني الذي يعزز مطالب المغرب. مشددا على أن جهود المملكة لاستعادة وحدتها الترابية تتماشى مع التزام الحزب بالحفاظ على سيادة ووحدة الدول الإفريقية.
موقف يدعم بشكل واضح وصريح مواقف ومقترح الحل المقدم من قبل المملكة المغربية لإنهاء هذا النزاع المفتعل. وينطلق في الوقت نفسه من مواقف الحزب المؤكدة في وثائقه السياسية، خاصة وثيقة “شراكة إستراتيجية من أجل الوحدة الإفريقية والتمكين الاقتصادي والوحدة الترابية” القائلة: إن الصحراء كانت جزءا من المغرب منذ قرون. مضيفة أن المطالبة بها تعود للروابط التاريخية وبيعة القبائل للعرش العلوي المجيد. مبرزة أن “المسيرة الخضراء” كانت حركة شعبية سلمية لعبت دورا محوريا في إنهاء الاستعمار الإسباني”.
تأتي هاته المواقف في إطار تزايد الدعم الدولي والإقليمي للمخطط المغربي باعتباره حلا سياسيا واقتصاديا يعزز الاستقرار والتنمية. مؤكدا على أهمية احترام الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، المؤكدة على حق المغرب في وحدته الترابية. وذلك وفقا للمادة 73 من ميثاق الأمم المتحدة. ومن هنا موقف “جاكوب زوما”، المؤكد بأن مقترح الحكم الذاتي المغربي “سيتيح حكامة محلية ملموسة من قبل ساكنة منطقة الصحراء، مع ضمان سيادة المغرب على الصحراء”.
وأضاف أن حزبه، “أومكونتو وي سيزوي MK”: “يعترف بالسياق التاريخي والقانوني الذي يعزز مطالبة المغرب بالصحراء”. معتبرا “أن جهود المغرب لاستعادة وحدته الترابية الكاملة تتماشى مع استمرارية التزام حزب (أومكونتو وي سيزوي) بالحفاظ على سيادة ووحدة الدول الإفريقية”.
واعتبر “زوما” أن مقترح الحكم الذاتي “يقدم مسارا متوازنا يعزز الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة”. داعيا “المجتمع الدولي لدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي كوسيلة فعالة لضمان السلام والاستقرار والازدهار لساكنة الصحراء”.
تجدر الإشارة إلى أن “زوما”، كان قد التقى، خلال فترته الرآسية، عام 2017. جلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله. وذلك على هامش قمة “الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي” التي انعقدت في “كوت ديفوار”. وهو ما أعطى زخما جديدا للعلاقات الثنائية بين الجانبين.
موقف يعكس تحولا جيوسياسيا هاما، باعتبار موقع “جاكوب زوما” كزعيم تاريخي ل”جنوب إفريقيا”. وأيضا باعتبار مواقف “جنوب أفريقيا” من هذا النزاع المفتعل. وهو ما يضعف سياسة حكومة “المؤتمر الوطني الإفريقي” المناهضة للمغرب. من خلال إقرار “زوما” بأن مقترح الحل المغربي “متوافق مع مبدأ تقرير المصير”، وفق المادة 73 من “ميثاق الأمم المتحدة”. فضلا عن ربطه المبادرة ب”الحفاظ على سيادة الدول الإفريقية”. مقدما دعوة للمجتمع الدولي لدعم المخطط كـ”مسار وحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية”.
تجدر الإشارة أيضا أن هذا الموقف يأتي في سياق النجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة المغربية. والتي أفضت لفتح 28 دولة إفريقية قنصليات لها في الصحراء المغربية، خلال الفترة الممتدة من عام 2020 وإلى غاية عام 2024.
وكان مجلس الامن قد أصدر القرار 2602 عام 2021. الذي يشيد بـ”الجِدية والمصداقية” لمبادرة الحكم الذاتي المغربية. كما أكد رأي المستشار القانوني للأمم المتحدة لعام 2002 أن الحكم الذاتي “شكل من أشكال تقرير المصير”. فيما ينص الفصل 1 من دستور المغرب لعام 2011 على أن “المملكة المغربية دولة موحدة (…) الصحراء المغربية جزء لا يتجزأ منها”.
تجدر الإشارة أيضا، أن مشروع الحكم الذاتي الذي عرضه المغرب عام 2007 يمنح الصحراويين صلاحيات تشريع محلي، أي برلمان إقليمي وإدارة الشرطة والضرائب. فضلا عن تطوير الموارد الاقتصادية.
والأهم في موقف “زوما” أنه لا يتأسس على دعم سياسي فقط، بل منطلق من حقيقة تاريخية مؤكدة على مغربية الصحراء. وهو ما يؤشر لتوقيع إعلان وفاة المشروع الانفصالي. والذي أكده الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا قائلا: إن “روح إفريقيا الحقيقية تتجلى في دعم وحدة أراضيها. الصحراء للمغرب كالكاب لجنوب إفريقيا”.