وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على نشر الفتاوى الدينية.. هل أصبحت ساحة مفتوحة للأفكار المتباينة؟
بقلم: عيدني محمد – الرباط
بقلم: عيدني محمد – الرباط
أصبح زمن تزداد وتيرته، وتُعد وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ليست مجرد منصات للتواصل وتبادل الأخبار، بل تحولت إلى فضاءات حيوية تتداخل فيها الأفكار، الآراء، والخطابات، بما فيها الفتاوى الدينية. هذا التحول التكنولوجي الكبير، الذي يواكب طفرة المعلومات والانتشار السريع للمحتوى، زاد من حجم التحديات التي تواجه الفكر الإسلامي المعتدل، وأعاد اكتشاف دور المؤسسات الدينية ورقابتها على الفتوى، وسط تلاطم الآراء والترددات.
تاريخياً، كانت الفتاوى تُصدر عبر علماء الدين في مؤسسات vetted بشكل دقيق، معتمدين على البحث العلمي، والرجوع إلى النصوص المقدسة، وفق ضوابط وضعها العلماء عبر القرون. لكن اليوم، مع انتشار الحسابات الشخصية، الصفحات العامة، والمجموعات المغلقة على وسائل التواصل، أصبح الوصول إلى الفتوى أكثر يسراً وسهولة، لكن في المقابل، لم يعد ذلك يخلو من مخاطر جمة.
الجانب الإيجابي لهذا التطور، أن هذه الوسائل أفسحت المجال أمام فئات واسعة من الناس للتواصل مع العلماء، وطرح استفساراتهم بطريقة مباشرة، وتلقي أجوبة بسرعة، خاصة في قضايا الحلال والحرام، والمناسبات الاجتماعية، وغيرها من الأمور التي يواجهها الأفراد يومياً. مما يعكس رغبة كبيرة في تبسيط العلوم الدينية، وجعلها في متناول الجميع، يعزز من وعي المجتمع ويقوّي هويته الدينية.
لكن، من جهة أخرى، تتنامى المخاوف من انتشار فتاوى سطحية، غير مسؤولة، أحياناً موجهة لأغراض دعائية أو ترويجية، في غياب الرقابة.