كرنفال بشوارع “الرباط” يرسم مشاهد عشق وريادة مؤكدا أن المستحيل ليس مغربيا

محمد حميمداني

محمد حميمداني

 

أمس، كانت “الرباط”، على موعد مع التاريخ. مع الاحتفاء بصناع مجد كروي عالمي، موسوم بقيم الانتماء للوطن والدفاع عن رايته كونيا. حيث تحولت العاصمة الإدارية للمغرب إلى مساحة حب وفرح. احتفاء بأبطال منتخب أقل من 20 سنة، الذين دخلوا  التاريخ من أوسع ابوابه عقب تتويجهم التاريخي بكأس العالم في “مونديال الشيلي”.

إنجاز، وصفه كثيرون بـ”المعجزة الكروية”. لأنه أشر على ولادة جيل جديد يعيد كتابة التارخ الكروي بلغة الذهب. مانحا أملا واسعا لبناء أشمل وأرقى مليء بالدلالات الرمزية.

تحولت “الرباط” أمس لساحة شعبية كبرى عنوانها الاحتفاء بصناع المجد الكروي العالمي كترجمة لحالة وجدانية عميقة يعيشها المغاربة مع كل نصر كبير.

جموع بشرية من مختلف المدن المغربية جاءت للاحتفال. ولكتابة التاريخ عبر معانقة “أشبال الأطلس” بقلم من ذهب مفتوح. الجامع بينها رفع العلم الوطني وترديد شعارات المحبة الموسومة بالفرح وقدسية الانتماء. عاكسة أن المستحيل ليس مغربيا. 

تحول “شارع محمد الخامس” و”ساحة البريد” لفضاء مفتوح للفرح. في لحظة تاريخية فارقة تعكس كيف يمكن للرياضة أن تكون جامعة لكل فئات الشعب. راسمة لوحة عشق ومحبة ممتدة.

من ملحمة “أسود الأطلس” ب”مونديال قطر” إلى “أشبال الأطلس” ب”مونديال الشيلي” المشهد واحد، لوحة فرح عنوانها أن المملكة المغربية ولادة للأبطال من صانعي المعجزات التي رفعت اسم “المغرب” عاليا في كل أرجاء المعمور. عاكسة وحدة المكان كفضاء بعمق الإنسان كانتماء لتشكيل لحظات فرح بالانتصار الذي أبهر العالم. كرسالة سياسية ناعمة موجهة للعالم. عنوانها أن “المغرب” بلد الشباب والطموح والإنجازات.

تلاحم قوي في الشوارع والأزقة حمل عنوان واحدا أن “أشبال الأطلس” أصبحوا قدوة لكافة الفئات والأعمار ليكبر الطموح ويتجاوز الحلم مستوى الريادة القارية إلى الريادة العالمية. لتتضاعف المسؤوليات اتصالا بكبر الطموح  الحلم لتمتد الأفراح ولكي لا تتوقف إلا على فرح جديد جامع.

تحولت شوارع “الرباط” لكرنفال شعبي كبير احتفاء ب”أشبال الأطلس” الذين صنعوا “معجزة كروية” حقيقية أبهرت العالم. رسموا من خلاله حدود أفق عنوانه الريادة وإعلاء اسم وراية “المغرب” بمختلف المحافل الدولية.

فالموجة البشرية العارمة التي اجتاحت شوارع “الرباط”، والاستقبال الشعبي، الأكبر من نوعه لفريق رياضي في تاريخ المغرب الحديث. يحمل دلالات أن الشباب عنصر أساسي لصناعة المجد. وبالتالي فقد أصبح الاهتمام بهاته الطاقات أولوية يجب أن تتعزز في السياسات العمومية. تعزيزا لهاته الصورة الدولية التي أصبح يحتلها “المغرب”  كدولة رائدة في تنظيم الفعاليات الكبرى وإثبات نجاح الرؤية الملكية في تطوير الرياضة الوطنية مع تحفيز الاستثمار في الرياضة كقطاع منتج للثروة المعنوية والمادية.

لقد أثبت “أشبال الأطلس” أنهم رسل وسفراء فوق العادة لجيل بكامله. ناقلين رسالة واضحة أن الإرادة المغربية قادرة على صنع المستحيل. في لحظة تاريخية أعاد فيها شباب المغرب صياغة خريطة الكرة العالمية. مرسخين حقيقة واحدة أن أفريقيا قادرة على المنافسة وركوب التحدي وانتزاع الألقاب العالمية.

وستبقى هاته اللحظات شاهدة على أن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل قصة شعب بأكمله، ورسالة أمة تثبت أن الطموح لا يعرف حدودا. وأن الإرادة المغربية قادرة على صنع المجد من أحلام الشباب وطموحات الأجيال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.