احتضنت قاعة الاجتماعات ب”عمالة إقليم سيدي سليمان”، أمس الأربعاء. احتفالا رسميا تخليدا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.
وقد ترأس فعاليات هذا الحفل الوطني عامل الإقليم، “إدريس روبيو”، بحضور السلطات المحلية والمنتخبين وممثلي المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني.
وهي لحظة هامة لكونها تستحضر الحذث في سياق الذاكرة الوطنية التي شكلت علامة فارقة في مسار الوحدة الترابية للمملكة.
تخليد لملحمة وطنية خالدة
بهاته المناسبة الغالية، ألقى عامل الإقليم كلمة ضمنها الدلالات الوطنية والتاريخية التي يحملها هذا الحدث الوطني. مبرزا ما تم تحقيقه من منجزات تنموية كبرى في الأقاليم الجنوبية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله.
وأوضح “روبيو” أن المسيرة الخضراء لم تكن حدثا عابرا. بل مشروعا وطنيا متجددا، في مسيرة بناء مغرب الوحدة والكرامة.
وأضاف أن هاته الذكرى تشكل مناسبة لتقييم المنجزات التنموية التي تحققت في الأقاليم الجنوبية. جنبا إلى جنب مع الدفاع عن الوحدة الترابية للملكة المغربية. وذلك بفضل الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله. الذي جعل من الصحراء المغربية نموذجا للاندماج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في إفريقيا.
الذاكرة الوطنية والتربية على المواطنة
استعرض “صهيب الحجلي”، المشرف على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ب”سيدي سليمان”. صفحات من الكفاح الوطني ضد الاستعمار. مبرزا الدور الحاسم للعرش العلوي المجيد في الحفاظ على الوحدة الترابية. مؤكدا أن المسيرة الخضراء تجسيد لتلاحم العرش والشعب كقيمة راسخة في التاريخ المغربي الحديث. فضلا عن كونها محطة لاستحضار القيم الوطنية والرسائل التي تحملها هاته الذكرى الخالدة.
ودعا لتعزيز الذاكرة الوطنية، تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية الواردة في الخطاب الملكي لذكرى المسيرة الخضراء لعام 2023. حيث شدد جلالته اعزه الله على ضرورة ترسيخ “الروح الوطنية في نفوس الأجيال الصاعدة لتبقى الصحراء المغربية قضية وجود لا حدود”.
فقرات فنية وتكريم رمزي
تضمن الحفل المقام بهاته المناسبة الغالية تقديم عرض توثيقي للحظات المسيرة الخضراء المجيدة. مع تكريم رمزي لأحد المشاركين في هاته الملحمة الخالدة. عرفانا بتضحيات جيل الاستقلال والمقاومة.
العمل الاجتماعي في صلب الاحتفال
عقب ذلك، انتقل عامل الإقليم والوفد المرافق له ل”دار الثقافة” ب”سيدي سليمان”. حيث تم توزيع نظارات طبية على 140 تلميذا وتلميذة منحدرين من الوسط القروي.
جدير بالذكرة أن هاته العملية ممولة في إطار “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”. وذلك ضمن اتفاقية شراكة لدعم قوافل الكشف المبكر عن مشاكل النظر والسمع. المبرمة بين “اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية” ل”عمالة إقليم سيدي سليمان” والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية. فضلا عن المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وجمعية تنمية التعاون المدرسي.
تجدر الإشارة أيضا أن هاته الخطوة تأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الداعية لدعم ولوج التلاميذ للخدمات الصحية الأساسية.
فالخطوة في عمقها تجسيد لمفهوم العدالة المجالية في بعدها الإنساني، التي سبق أن أكد عليها العاهل المغربي في خطاب العرش لعام 2018. كما أنها تنذرج في إطار المبادرات المتعلقة بالحماية الاجتماعية. خاصة في الشق المتعلق بضمان استفادة الأطفال في سن التمدرس من الرعاية الصحية الأولية. وقائمة أيضا على فلسفة “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” المؤكدة على تنمية الرأسمال البشري.