توزيع معدات طبية هامة ب”سيدي سليمان”

عبد الله بلعجل

عبد الله بلعجل

 

تخليدا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة. ترأس “إدريس روبيو”، عامل “عمالة إقليم سيدي سليمان”، اليوم الخميس، حفلا رسميا. حضره ممثلو السلطات الإقليمية والمنتخبون ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات من المجتمع المدني.

يأتي هذا الحدث الوطني الكبير لتجديد قيم الوفاء للوطن واستحضار معاني الوحدة والتلاحم بين العرش والشعب. وفقا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله.

تجهيزات طبية لتعزيز المنظومة الصحية بالإقليم

عرفت فعاليات هذا الحفل عملية توزيع تجهيزات ومعدات طبية متطورة لفائدة “المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية”. والتي تم اقتناؤها بتمويل من “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”.

تجدر الإشارة إلى أن هاته الخطوة تندرج في إطار تنفيذ المحور الثالث من المرحلة الثالثة من المبادرة. في الشق المتصل بـ”تنمية الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”. خاصة فيما يتعلق بدعم الخدمات الصحية الأساسية في العالم القروي.

وتشمل المعدات الموزعة وحدة طبية متنقلة لصحة الأم والطفل، موجهة لتقديم خدمات صحية متنقلة في المناطق النائية. بما في ذلك الفحوصات الدورية ومتابعة الحمل والتطعيم. إضافة لتجهيزات لدعم طب الأسنان في المؤسسات التعليمية. والتي ستمكن من الكشف المبكر عن مشاكل الفم والأسنان لدى التلاميذ ومعدات للكشف عن الصمم لدى الأطفال حديثي الولادة. وذلك بغاية ضمان تدخلات طبية استباقية وتفادي الإعاقات السمعية الدائمة. فضلا عن أجهزة للكشف عن حالات الحمل الخطيرة. بغاية تعزيز سلامة الأمهات وتقليل معدل الوفيات الناتجة عن مضاعفات الحمل.

مبادرات تعكس الرؤية الملكية السامية الرامية لجعل الصحة والتعليم ركيزتين أساسيتين لبناء مجتمع متماسك ومنصف.

كما انها تأتي ضمن الجهود المتواصلة ل”عمالة إقليم سيدي سليمان”، انسجاما مع أهداف “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” في تعزيز الصحة والتعليم والطفولة. مساهمة منها في تحسين جودة الحياة ودعم الفئات الهشة في المناطق القروية والنائية.

البعد الاجتماعي والتنمية البشرية

تأتي هذه الخطوة تنفيذا للتوجيهات الملكية الواردة في الخطاب السامي لذكرى المسيرة الخضراء لعام 2023. والتي شددت على ضرورة جعل الإنسان محور كل سياسات التنمية. مؤكدا جلالته على ضرورة توسيع مجالات العدالة الاجتماعية والمجالية. كما تأتي في سياق تنزيل مقتضيات “القانون الإطار رقم 09.21 المتعلق بالحماية الاجتماعية”. الذي نص في مادته الثانية على ضرورة ضمان الولوج العادل والمتكافئ لجميع المواطنين للخدمات الصحية الأساسية. خاصة بالنسبة للفئات الهشة وساكنة المناطق القروية النائية.

تجدر الإشارة إلى أن القانون الإطار 09.21  حدد المبادئ الأساسية التي تستند إليها سياسة تعميم الحماية الاجتماعية. والتي تشمل: مبدأ التضامن الاجتماعي والترابي وبين الأجيال، مبدأ عدم التمييز في الولوج إلى الخدمات ومبدأ الاستباقية في تقييم آثار التدخلات. فضلا عن مبدأ المشاركة من خلال انخراط جميع الأطراف المعنية.

ومن المنتظر أن تمكن هاته التجهيزات المسلمة اليوم، في هاته الذكرى المباركة. من تعزيز القدرات اللوجستية للمنظومة الصحية الإقليمية فضلا عن تحسين جودة الخدمات الطبية الوقائية والعلاجية. لا سيما بالنسبة للنساء والأطفال. وصولا لتحقيق ولوج ساكنة كل جماعة ترابية للرعاية الصحية الأولية. انسجاما مع أهداف الورش الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية.

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: دعم مستمر لصحة الأجيال

تجسد هذه المبادرة التزام “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”، التي تم إطلاقها عام 2005. بمواصلة العمل في مجالات الصحة، التعليم ومحاربة الهشاشة.

جدير بالذكر أن المبادرة في مرحلتها الثالثة، الممتدة من عام 2019 وإلى غاية عام 2023. ركزت على أربعة برامج رئيسية. أبرزها برنامج “تنمية الطفولة المبكرة”، الذي مكن من تجهيز وحدات صحية متنقلة في عدة أقاليم، بينها سيدي سليمان. وذلك بغاية تقريب الخدمات الطبية من المواطنين.

تأكيد على استحضار القيم الوطنية مع الالتزام الاجتماعي

خلال الحفل، أكد الحاضرون على أن تخليد ذكرى المسيرة الخضراء هو تجديد للعهد على الاستمرار في بناء مغرب العدالة الاجتماعية والإنصاف الترابي. مجمعين على أن المبادرات الاجتماعية المعتمدة تمثل امتدادا لمسيرة التنمية التي دعا إليها جلالة الملك “محمد السادس”، حفظه الله، منذ اعتلائه عرش اسلافه المنعمين.

خطوة هامة تؤكد فلسفة هامة تقوم على أن الإحياء الفعلي لذكرى المسيرة الخضراء يكون بروح العمل الميداني والتضامن الفعلي من أجل خدمة الإنسان وتنمية ظروف حياته. تعزيزا للحس الوطني وترسيخا لقيم الوحدة والتلاحم بين العرش والشعب، وهي أرقى درجات الوطنية. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.