أودى حادث مأساوي وقع، صباح اليوم الاثنين، على الطريق الرابطة بين “مكة المكرمة” والمدينة المنورة، بحياة ما لا يقل عن 45 معتمرا هنديا، منحدرين من “ولاية تيلانغانا” ب”حيدر أباد”. بعد أن اصطدمت حافلة كانت تقلهم بصهريج وقود قرب منطقة “المفرحات”. بعيد أدائهم لمناسك العمرة، فيما نجا شخص واحد فقط من الحادث المأساوي الذي هز “المملكة العربية السعودية” و”الهند” والعالم الإسلامي.
وقد هرعت لعين المكان فرق “الدفاع المدني السعودية”، التي أوضحت أن اشتعال النيران بعد الاصطدام أعاق عملية الإنقاذ، وهو ما عمق المأساة وزاد من حجم الضحايا.
ردود الفعل عقب الحادث المأساوي
في سياق الحادث المروع الذي أودى بحياة مواطنيها، نشرت السفارة الهندية في “الرياض”بيانا عبر منصة “إكس”، (تويتر سابقا). تقدمت من خلاله بخالص تعازيها لأسر الضحايا. مؤكدة تواصلها مع السلطات السعودية في الموضوع وتوفير الدعم اللازم لأسر الضحايا.
وفي هذا السياق، أعرب رئيس الوزراء الهندي، “ناريندرا مودي” عن حزنه العميق. مشددا على أن “أفكاره مع العائلات التي فقدت أحباءها”.
من جهتها أنشأت القنصلية الهندية في “جدة” غرفة عمليات طوارئ تعمل على مدار الساعة لتنسيق جهود المساعدة والتواصل مع ذوي الضحايا.
أرقام وإحصائيات ذات صلة بالحادث المفجع
وفق وسائل إعلام هندية وسعودية، فقد كانت الحافلة تقل حوالي 43 إلى 46 معتمرا. مضيفة أن الإصابات عالية جدا. حيث قتل أغلب الركاب في الحادث، مع وجود ناج واحد يخضع للعلاج في الوقت الراهن.
جدير بالذكر أن مثل هذه الحوادث على طرق الحج أو العمرة ليست جديدة. حيث لقي خلال شهر مارس من عام 2023. نحو 20 شخصا حتفهم في حادث مماثل ب”منطقة عسير”.
وقد باشرت السلطات السعودية تحقيقات جنائية وإدارية في الموضوع. علما أن مسؤولية الحجاج وضمان سلامتهم تبقى أحد التزامات المملكة ضمن “الاتفاقيات الدولية لسلامة النقل البري”.
كما ان سلامة النقل خلال العمرة والحج تمثل أحد نقاط الضعف التي يحذر منها خبراء النقل الدولي. خصوصا في الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث كثافة حركة المرور عالية.
كما يطرح الحادث أيضا مسألة البنية التحتية والسلامة المرورية في المملكة. في ظل جهود رسمية كبيرة لتحديث طرق الحجاج وتوفير الأمان، إلا أن التحديات لا تزال قائمة.
علما أن هاته الحادثة تمس صورة المملكة وتزعزع الثقة في قدرتها على ضمان أمن المعتمرين. وهو ما قد يدفع لمراجعة إجراءات النقل والتنظيم اللوجستي خلال موسم العمرة.
حادث يفرض ضرورة تعزيز منظومة السلامة التي ترافق تنقل ملايين المعتمرين كل عام. ليبقى السؤال الرئيسي. هل سيفضي هذا الحادث المأساوي للقيام بإصلاح جذري يحسن من حركة النقل والازحام المروري عبر الطرق المقدسة؟. أم ستبقى الحلقة نفسها تدور؟.