الحسيمة المدينة روح بلا مشاريع تنموية توقد شعلة حياة

العدالة اليوم

العدالة اليوم

 

تناوبت المجالس الجماعية وتعاقبت كألوان لكنها اجتمعت كلها في عدم الوفاء بالتزاماتها ووعودها لساكنة “مدينة الحسيمة”. واقع أفرغ وعاء الثقة المتذبذ أصلا بين ساكنتها مع سريات اليأس من كلمات بلاحمولة وتعابير بلا محتوى. على الرغم من اختلاف الأسماء والألوان.

فواقع “الحسيمة” اتسم ولا يزال بالتراجع التنموي. مع تسجيل انتشار العديد من المهن غير المهيكلة، كالباعة المتجولين المحتلين لشوارع المدينة الرئيسية. وذلك أمام أعين السلطات والمجلس الجماعي. فضلا عن بعض الظواهر السلبية كالتسول وانتشار الأطفال المشردين.

واقع يؤثت فضاء أوضاع اجتماعية واقتصادية لمدينة تعيش على وقع نسبة كبيرة من ساكنة تحت عتبة الفقر وأكثر.

حال شباب المدينة ليس أفضل من أطفالها، فالعطالة أضحت لغة عامة. وهاجسا مؤرقا يقض المضاجع، خصوصا وسط حاملي الشهادات.

الوضع يزداد قثامة مع غياب أي حوار جاد وشفاف مع مسؤولين مفترضين لإيجاد مخارج مناسبة لأزمات اضحت بنيوية. وهو ما يؤدي لإهدار لطاقات هامة أنفقت الدولة الكثير في سبيل تكوينها، إلا أنه تم تركها للإهمال والضياع.

انسداد وضع لم يترك للساكنة من مخرج سوى الهجرة نحو فناء الضفة الأخرى المسمى “فردوسا”. على الرغم من أن الرحلة قد تكون سمفونية موت أو اعتقال في الشواطئ الإسبانية. إلا ان اليأس والإحباط لا يميز ولا يفرق فالنتيجة في النهاية سيان أمام أفق منسد وأحلام معلقة باسئلة بلا جواب.

واقع يفرز عزوفا عن التصفيق لخمس سنوات بلا حمولة وبلا عنوان، اللهم من تمديد أمد المعاناة وتكرار زمن المآسي الممتد بلا أفق تنموي. فلم التحول إلى اوراق انتخابية ما دامت الرتابة سمة المشهد السياسي المحلي. والألوان لا تقدم ولا تؤخر من واقع الحال. والوعود امتداد ينوم الشباب في عسل لا تراه الأعين بل تسمعه فقط في منابر الخطباء من جهابدة الوعود بلا عنوان.

الحسيمة مدينة بلا روح ولا أفق استثماري

يكشف الوضع الاقتصادي والاجتماعي ب”الحسيمة” حقيقة واحدة، أن الأمر يتعلق بمدينة ذات روح لكن بلا أفق تنموي. فواقع الحال يعكس تراجعا خطيرا في مجال دعم الاستثمار وجلب مشاريع استثمارية. وإيجاد حلول واقعية ووضع مخطط مدروس لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. الأمر الذي ولد حالة من الإحباط الشامل القاتل للمستقبل.

فعلى الرغم مما تم تخصيصه من أموال ومشاريع ذات صلة ب”المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”. إلا أنها لا تفي بغرض إزالة حفريات الانسداد والتخلف التنموي ونفور الاستثمارات وتفشي البطالة وهلم جرا. فمعظم أحياء المدينة تعيش في وضع الأنحسار وهو ما يتطلب برمجة مشاريع تنموية أو أوراش لتهيئة مرافق الأحياء المهمشة وتحسين الخدمات المقدمة للسكان. بما في ذلك توفير مساحات خضراء لمناطق تتميز بكثافة سكانية لكنها تفتقر لمتنفس حقيقي.

غضب مجتمعي من مردود تدبير جماعي جاف

مرت أربع سنوات، على تجربة جماعية اعتبرها كثيرون استثنائية. إلا أنها كانت “جعجعة بلا طحين”. حيث تجمع العديد من الأصوات على اعتبار حصيلة المجلس لا ترقى لتطلعات السكان. مطالبة، في الوقت ذاته، رئيسه ومكونات الأغلبية بتقديم نقد ذاتي عن هذا الفشل. لعجزهم عن إخراج المدينة من هذا الوضع القاثم. دون إغفال غياب العدالة المجالية في برنامج التأهيل الحضري، مع تسجيل معاناة لبعض الأحياء والشوارع من مشكل الإنارة.

واقع الحسيمة أفرز “الكوكايين” وحرب الأمن ضد هاته الآفة لا تتوقف

تخوض مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي ب”الحسيمة”، حربا ضروسا على حيازة وترويج وتعاطي مخدر”الكوكايين”. الذي انتشر الإدمان عليه بشكل لافت للانتباه.

فلا يمر أسبوع واحد دون أن تقع اعتقالات وإيقافات في صفوف مروجي هاته السموم، وفق تقارير أمنية. حيث أضحى تعاطي “الكوكايين” ب”الحسيمة” مصدر قلق للجميع. مع مخاوف من تزايد عدد الوفيات نتيجة الإذمان على هاته المادة القاتلة، بسبب الجرعات الزائدة القوية. إذا تشير تقارير أن “الحسيمة” سجلت نسبة وفيات كبيرة جراء ذلك، خاصة وسط مصابين بأمراض الربو والقلب والحساسية المفرطة.

أزمات تفتح باب الحلم بالهجرة

انغلاق وانسداد الآفاق بالحسيمة فتح الباب على مصرعيه لحلم الوصول للضفة الأخرى. وهو حلم لم يأسر عقول الكبار فقط بل طال محتلف الأعمار في المنطقة. ليصبح الامر معلقا بلحظتين فقط، الزمن وحالة البحر. 

مشاريع الحسيمة وتساؤلات الجدوى

يتساءل العديد من المواطنين والمهتمين بالشأن المحلي بالمنطقة، عن الأسباب التي حالت دون انطلاق خدمات مشاريع ” منارة المتوسط ”. من قبيل “المسرح الكبير” بمدينة “الحسيمة” و”المسبح نصف الأولمبي” والقاعة المغطاة ب”آيت قمرة”. التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله. خلال شهر أكتوبر من عام 2015. والتي كان من المفروض أن تسهم في الرقي بالعرض الثقافي والرياضي بالإقليم. إلا أنها مغلقة ودون تحديد موعد رسمي لانطلاقتها الفعلية.

المشردون والمتسولون يغزون الحسيمة

امتلأت مدينة الحسيمة بالمشردين والمتسولين خلال فترة الصيف. حتى أنه لم يعد يخلو شارع وزقاق وحي من مشاهد مختلفة لعدد من هؤلاء القادمين إليها من وجهات مختلفة. وهو ما أساء ويسيء للمدينة وصورتها السياحية. فيما السلطات عاجزة عن مواجهة هذا المد الذي لا يتوقف.

غياب المتنفسات سمة واقع “الحسيمة” العليل

تعاني الحسيمة من نقص في الفضاءات الخضراء. اللهم من حديقة واحدة تمت إقامتها منذ القديم، هي حديقة 3 مارس. أما باقي الحدائق الصغيرة المتناثرة هنا وهناك، أوالفضاءات الترفيهية. فهي مجرد تفاصيل رديئة لذر الرماد على العيون خلال إنجاز التجزئات السكنية. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.