خلال مسيرة وداع الفنانة الإيطالية الراحلة “أورنيلا فانوني”، إحدى أيقونات الموسيقى الشعبية الإيطالية. التي فارقت الحياة عن عمر يناهز 91 عاما، في منزلها ب”ميلانو” الإيطالية. أوصت بأن يكون “الجاز” رفيق رحلتها لمثواها الأخير.
وهكذا فقد أوصت الفنانة الراحلة بأن يعزف الموسيقي العالمي “باولو فرزو” في جنازتها. ما يعكس عمق ارتباطها ب”الجاز” الذي شكل جزءا متميزا من مسيرتها الفنية.
قرار يعكس عمق مسيرتها الفنية وفلسفتها المتسمة بالجرأة وتحطيم المألوف والابتعاد عن القوالب السائدة. الذي وسمها بهوية متميزة متفردة رافقت مسيرتها منذ بداياتها.
ارتبطت الراحلة “فانوني” مبكرا بـتجربة “The Great American Songbook”. ذلك اللون الذي رافق مسيرة موسيقيين كبار من أمثال “جورج غيرشوين”، “كول بورتر”، “رودجرز” و”هارت”.
وقد وجدت الراحلة في هذا النوع الفني الأداة الأقرب لروحها متأثرة بعمق بأسلوب الأسطورة “بيلي هوليداي”. المتسم بالبساطة المكثفة والعمق الشعوري.
لاحقا تحول هذا العشق الفردي إلى تعاون بصمت عليه ووقعته في ارتباط مع موسيقيين بارزين. ضمنهم صديقها ورفيق مسيرتها الفنية “باولو فرزو” فضلا عن أسماء عالمية كبيرة.
تعاون جمعها أيضا بأسطورة “الساكسفون الباريتون جيري مولليغان”، أحد ركائز الجاز الأميركي الكبار. الذي شاركها ألبومها الشهير “Uomini”، إلى جانب أسماء لامعة مثل “لوتشو دالا” و”توكينيو”. فضلا عن عازف “الساكسفون” الشهير، “زوت سيمز”، أحد عناصر الرباعي التاريخي “Four Brothers”.
تركت الراحلة أعمالا فنية عظيمة وكثيرة ضمنها ألبوم “Ornella”، الذي سجلته عام 1986 في “نيويورك” بإدارة الموسيقي الشهير “سيرجيو باردوتي”. والذي ضم نخبة من أعظم موسيقيي الجاز في العالم. ضمنهم “هيربي هانكوك”، “جورج بينسون”، “غيل إيفانز”، “لي كونيتز”، “راندي ومايكل بريكر”، “ستيف غاد” و”رون كارتر”.
وقد شكل هذا العمل لحظة فارقة في مسيرتها الفنية. حيث يعتبر واحدا من أكثر أعمالها نضجا من جهة الرؤية الفنية الموسيقية والتجريب. ناسجة خلال هاته المسيرة تجربة متسمة بالرهافة، البساطة، العمق والصدق الفني.
