قانون “شراء العقوبة السجنية ” يثير جدل كبيرا
العدالة اليوم : محاكم المملكة
أثار قانون ما بات يعرف ب قضية بـ”شراء العقوبة الحبسية” جدلا كبيرا؛في أوساط الرأي العام الوطني , ففي الوقت الذي مررت فيه لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب تعديلا على مشروع القانون 43.23 المتعلق بالعقوبات البديلة يقضي بإمكانية دفع غرامة مالية مقابل شراء السجن، أكد حقوقيون أن الأمر يضرب في الجوهر موضوع “المساواة أمام القضاء”.
وفي هذا الإطار، قال عبد الله مسداد، الكاتب العام للمرصد المغربي للسجون، إنه، منذ انطلاق مناقشة مشروع قانون العقوبات البديلة في عهد الوزير مصطفى الرميد، “كان هناك إجماع من طرف الحركة الحقوقية على أن مقتضى الأداء هو تمييزي لن تستفيد منه إلا الفئات الميسورة”.
وتابع مسداد، : “هذا المقتضى فيه جانب سلبي للتمييز؛ فمن له الإمكانيات المادية سيستفيد، ومن ليست له تلك الإمكانيات لن يستفيد”، متابعا: “هذا ناهيك عن الحديث عن إشكال تطبيق هذا المقتضى”.
وقال الكاتب العام للمرصد المغربي للسجون: “ضمن الساكنة السجنية نجد أن هناك أقلية محظوظة لها إمكانيات وموارد”، مفيدا بأن “موضوع الغرامات في بعض الجرائم هو أمر جارٍ به العمل؛ لكن بهذا الشكل هو إجراء تمييزي.. في حين هناك بدائل أخرى يمكن العمل بها”.
من جانبه، قال عبد الإله بنعبد السلام، منسق الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان: “لا بد من التأكيد على أن القانون ليس الغاية منه التخفيف من الاكتظاظ؛ بل يجب أن يكون محكوما بفلسفة الإنصاف والمحاكمة العادلة وبمساواة المواطنين أمام القضاء”.
وشدد بنعبد السلام، على أنه “لا بد أن يكون هناك أمر فلسفي وجوهري في تعديل أي قانون؛ وهو الإنصاف والمساواة.. وبالتالي، لا يمكن معالجة مشكل الاكتظاظ بإجراءات معزولة عن وضع تشريع يضمن إنصاف ومساواة المواطنين أمام القضاء”.
ونبه منسق الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان إلى أنه “يجب أن يتوجه القانون كذلك إلى خدمة المنفعة العامة، وأن يخلق فائدة للسجناء من حيث إعادة إدماجهم وتأهيلهم وتغيير صورة المجتمع بشأنهم حينما يقدمون منفعة عامة”.