#سطات، المغرب – عاشت مدينة “سطات”، ليلة الأحد. على وقع حادثة مأساوية مؤلمة. بعد أن وضع شاب ثلاثيني نفسه أمام عجلات قطار قادم من “فاس” في اتجاه “مراكش”. بعد كيلومترات من مغادرته محطة “سطات” في اتجاه “مراكش”. وتحديدا على مستوى دوار “الجدول” قرب شركة “روكا” داخل المجال الترابي الحضري لجماعة “سطات”.
وفور إبلاغها بالحادث انتقلت إلى عين المكان السلطات المحلية والأمنية التي فتحت تحقيقا أوليا في الموضوع. فيما تم نقل جثة الهالك لمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي “الحسن الثاني” ب”سطات”.
وضع يسلط الضوء على هاته الأشكال من الحوادث المتكررة التي تقع على مستوى شبكة السكك الحديدية بالمغرب. والتي تتطلب مراجعة دقيقة للإجراءات القانونية والأمنية. علما أن القانون المغربي، وبحسب الفصل 1 من قانون المسطرة الجنائية. يفرض على الجهات المختصة فتح تحقيقات معمقة في حوادث السير وحوادث القطارات ضمانا لحقوق الضحايا. مع تحديد المسؤوليات وتقديم المقصرين للعدالة.
كما ينص القانون رقم 52.02 المتعلق بالسلامة الطرقية على ضرورة الالتزام بمعايير السلامة على مستوى محطات القطار والمسارات وسلامة الممرات. مع فرض غرامات وعقوبات على المخالفين. وذلك بهدف الحد من وقوع حوادث مماثلة.
وفي سياق هذا الحادث المأساوي، الذي هز الساكنة المحلية. فتحت عناصر الشرطة تحقيقا قضائيا في الموضوع بأمر من النيابة العامة المختصة. في انتظار نتائج التقرير الطبي الذي يحدد الأسباب الفعلية للوفاة.
يبقى العنصر الأساسي الذي يجب التنبيه إليه هو مدى التزام إدارة السكك الحديدية بالتدابير الوقائية الضرورية. خاصة وأن العديد من الحوادث مصدرها ضعف البنية التحتية الضامنة للسلامة.
كما يبقى تقرير الخبرة الفنية، الصادر عن خبراء أمن وسلامة السكك الحديدية، ضروريًا لتحديد أسباب الحادث. هل هي ناتجة عن إهمال بشري أو خلل تقني أو ضعف في البنية التحتية؟. مع مراجعة الإجراءات القانونية ذات الصلة. ضمنها المقتضيات المنصوص عليها في الفصل 503 من القانون الجنائي. الذي يعاقب على الإهمال والتقصير المؤدي لوقوع حوادث. مع ضرورة إصدار قوانين أكثر صرامة لضمان السلامة، وتفعيل العقوبات المترتبة على التقصير في المسؤوليات. إضافة لتحسين البنية التحتية مع توفير حماية للمواطنين على مستوى المناطق القريبة من تقاطعات خطوط السكك الحديدية. فضلا عن ضرورة توفير ممرات خاصة للعابرين مع وضع تشوير ينبه واضح لتنبيه العابرين. خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، للحد من تكرار حوادث مأساوية كهذه.