# زيارة مفاجئة لعامل “سيدي سليمان” تشعل الأمل في “سيدي يحيى الغرب”

عادل العود

عادل العود

 

#سيدي سليمان، المغرب – في خطوة ميدانية مفاجئة تعكس الجدية في الالتزام بالمسؤولية الترابية. قام عامل إقليم “سيدي سليمان”، “إدريس الروبيو”. اليوم الأربعاء. بزيارة مفاجئة لمدينة “سيدي يحيى الغرب”. والتي شملت عددًا من الأحياء الهامشية التي تعاني من اختلالات واضحة في البنية التحتية.

وقد مكنت هاته الزيارة المفاجئة، التي تمّت دون إشعار مسبق للمسؤولين المحليين. من التعاطي مع ملفات عمرانية وتنموية كانت راكدة لسنوات.

وفي هذا السياق، فقد وقف عامل الإقليم خلال الزيارة على عدة تجاوزات وتعثرات في إنجاز مشاريع مبرمجة. خاصة على مستوى قنوات تصريف المياه والطرق. معطيا تعليمات صارمة لإطلاق عمليات الصيانة والتنظيف. إلى جانب تزفيت الشوارع التي طالها الإهمال. إضافة لتهيئة بعض المرافق الأساسية.

وقد شملت الجولة التفقدية “حي الوحدة 4″ و”جنان محيمدات”. كان من نتائجها إصدار قرارات عاملية استعجالية قضت بتحريك مشاريع بنيوية ظلت معلقة. على الرغم من الميزانيات الهامة التي رصدت لها من طرف مجلس الجهة. مع توفر المواكبة الإدارية على مستوى عمالة الإقليم.

كما تأتي هاته المبادرة أيضا في وقت تعيش فيه المدينة حالة من الترقب الشعبي. ارتباطا بتعثر مشروع المستشفى الإقليمي الذي لا يزال مصيره معلقًا لأسباب عقارية. وهو ما أكسب هاته الزيارة الميدانية، أهمية كبيرة. والتي قابلتها الساكنة بارتياح كبير. معتبرة إياها إشارة إيجابية نحو تغيير نمط التدبير التنموي بالمنطقة. حاملة منطقا إداريا جديدا يرتكز على الفعل الميداني والمحاسبة العملية. بعيدا عن التسويف والمجاملات. وذلك في وقت تتعالى فيه أصوات المواطنين من أجل تدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان.

ويعكس هذا الأسلوب من التدبير روحا جديدة تتسم بالرغبة في الإصلاح والمسؤولية. وذلك بما يعيد الثقة في إمكانية تصحيح المسار التنموي المحلي، إذا ما وُجدت الإرادة الصادقة والصرامة اللازمة في تتبع الأوراش وتنزيل المشاريع.

تأتي هذه المبادرة في إطار منهج جديد تعتمده السلطات الإقليمية يرتكز على الفعل الميداني والمحاسبة العملية. حاملة إرادة سياسية واضحة لتعزيز الثقة بين المواطن والمسؤول. وذلك من اجل استعادة دينامية التنمية المحلية. خاصة مع تزايد الأصوات الداعية لتدارك الإخفاقات وتحقيق مشاريع تنموية ذات أثر ملموس على حياة الساكنة. وذلك وفقاً للمبادئ الدستورية التي تضمن الحق في التنمية. والتي عبر عنها بشكل واضح دستور المملكة المغربية لعام 2011.

كما عكست الزيارة أسلوب الإدارة المسؤول والشفاف. المعزز لمبدأ المساءلة والمحاسبة على مستوى التدبير العملي. مؤكدة أن الإرادة الصادقة يمكن أن تغير واقع التنمية بالإقليم، إذا توفرت الرؤية والصرامة في تتبع المشاريع وتنفيذها على أرض الواقع.

فالزيارة كشفت عن حالة من الانهيار في شبكة الصرف الصحي، خاصة ب”حي الوحدة 4″. وذلك بسبب تجاوزات في البناء العشوائي. وهو ما دفع عامل الإقليم للتشديد على ضرورة تنظيف القنوات خلال 48 ساعة. مع رفع تقرير في الموضوع للجهات ذات الصلة.

كما عرت الزيارة واقع حال الطرق المتسمة بالتدهور. فشوارع “جنان محيمدات”، على سبيل المثال. غير معبدة منذ عام 2018 رغم تخصيص 5 ملايين درهم للمشروع برسم ميزانية 2022. وهو ما جعل المسؤول الإقليمي يصدر تعليماته بالبدئ في أشغال التزفيت الأسبوع المقبل. وذلك بموجب الصفقة 25/2025.

اما مشروع المستشفى الإقليمي الذي كان سيتم إنجازه على قطعة أرضية مساحتها 3 هكتارات فقد تعثر بسبب نزاع عقاري. وملف النزاع محال على انظار “المحكمة الابتدائية بسيدي سليمان”. وقد عمل عامل الإقليم بإرادة قوية على إيجاد مخارج لهاته التعثرات المسجلة من خلال تشكيل لجنة تتبع تضم ممثلين عن وزارة الصحة والمجلس الإقليمي.

تجدر الإشارة إلى ان هاته الزيارة المفاجئة تدخل ضمن سياق المادة 45 من القانون 113-14 المنظم للجماعات الترابية. والتي تنص على حق العامل في التفقد المفاجئ للمشاريع العمومية. كما أن المذكرة الوزارية 2024-7 تلزم المسؤولين المحليين بـتوفير الوثائق العقارية، وذلك خلال أجل لا يتعدى 72 ساعة من تقديم الطلب.

وفي السياق ذاته أكد “المركز الجهوي للاستثمار” أن 30% من المشاريع التي خصصت لها ميزانيات لم يتم تنفيذها في الإقليم. وذلك بسبب بطئ الإجراءات الإدارية.

على صعيد التفاعل المجتمعي، فقد رحبت الساكنة بالزيارة مطالبة بـإجراء متابعة دورية. وهو ما حملته عريضة وقعها 500 مواطن. فيما طالب “الائتلاف المحلي للتنمية” بتوسيع نطاق هاته الزيارات لتشمل القرى المجاورة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.